في البدء
شارات البدء أنا.
الوقتُ مساء
أيلولُ خريف طفولتنا
دق الأبواب وغاب..
فيروز تزيدُ مواجعنا
\"ورقُ الأصفر شهر أيلول،
تحت الشبابيك
ذكرني ورقُ ذهب مشغول
ذكرني فيك..\"
في البدء
كانت أفواجُ الناس تجيئُ..،
على عجلٍ..
وأنا أترصدُ وقع خطاها..
وأدورُ على مهلٍ..
-في التاسعة ابتدأ الحفل..
يتوقفُ نبضُ..
القلب لديها..
أتلفّتُ في وجلٍ نحوي
تتلفَتُ في ولهٍ نحوي..
وبعيداً..
تسرقُ وردة قلبي
في القاعة أبدو،
مرتبكاً وحدي..
قلتُ البوحُ يقدم موتك
والبحر يفيضُ بقلبك
حدثتُ دمي قلت:
سألم شتات حُطامي
وأعيدُ رماد عظامي
وأداوي طعنتها بالمرمر
ثانيةً..
قالت:
تحرثُ في البحر
بل أحرثُ في القلب
قالت:
أعرض عن هذا..،
فأعرضتُ
فخليني مغترباً فيك
فالليلة أجلسُ وحدي،
في غرفتك الرسمية،
أكتب شعراً،
لا يشبه شعراً..
أتصور أن خيام البدو ممزقة
حولي
دولابك مرميُّ فوقي
أوراقكِ صفراء كالوجه
البالي
كثبان الرمل تحيط بذاكرتي
وتشيحُ قوافل أهلي..
حين تمر بقربي
وأنا مقتول أبحث عن..
وجهي
في البيد كأني أجلس فوق مناضد..
قش
وأحسّ بأني..
كنت أعشقُ تمثالاً آخر
أحسستُ بأنكِ تمثالٌ خلفي..
\"يا ليت الفتى حجر\"
ياماء طفولتك..،
حجر الذكرى
كنتُ أحسبُ وجهك،
يخلع عني الأحزان
لكن سماءكِ راحلةٌ
بدمي
بيدي أشعلت مراكبها ومضيتُ
أعدّ الخطوة صوب الضفة الأخرى
وتركتُ هواها خلفي
يترصدهُ السمكُ البحري
ويأكله اليأسُ
أعرف أني..
أملك تاجَ الفرسان
أو قلب نبي
فتأمل
وتجمل
وترفق بالوهج البري
لا تنظر خلفك أو تحت سياج المرمر
فالليلُ سوارُ الأفعى
وامضِ..
يتبعكَ الهمسُ المغزولُ،
بجرح الأنثى،
وتصبر
\" تولد عشتروت
بين بثور السمكِ الميتِ
والطاغوت
تولدُ مرتينْ
تضيعُ في الوحشة مرتين
في ظلمةٍ تبعثُ أو في..
مشرقٍ يموت..
فمرةً تأسرها الرموز
ومرةً تموز\"
أو تحلم بالقصر العالي..
بالسيارات الفارهة
وسلال الموز
أيتها الهاءُ..
أتسمين الحبّ المصنوع
بماء الخردل
لحظات الفوز..
فمباركُ حبكِ سيدتي..
حب أعزل.
الليلُ يسلمني للريح..
والريح تباعدني،
فيك
ويظلّ غريباً حبي..
وبعيداً عنك...
أيضاً..
حدثت دمي ...
وزعمتُ بأني أملك كل مفاتيح العشق
لكن النار توحدني فيك..
ونشيجُ هواك يفززني
أن كنت..
مزهواً أستقبل طعنتك..
الأولى..
يا حرفا وحداتي...،
في الجمر وفي الطعنات
آهٍ
أحببتُ وتقتلني..
لا شيء سوى وجهكِ..
يتأبطني أنى كنت..
ها وجهك يحملني..
دهراً آخر..
في التيه..
لأرتب أيامي التأتي في عينيك
وأقولُ كفى.. وسلاماً.
***