قصب أطاح برسمه
قصب تعوّد أن يقيل النايَ
إذ نصبت رياح الموت غايتها
قصب هنا وهناك
قد دقّ المطيّ رياشه الأولى
على سعة الخيال
***
دمه تغيّم في جنوب الريح
أمطر حالةً رعوية
فيما تنزّل من حصى الكينونة الكبرى
دمُ، وأظله ماء السؤال
***
من أين يخترع المدى أعصابه؟
وهو المدلّى بالصدى
وأنا نثيث المعدن الذهبي في أرض تعلقت الكواكب
من شفيف زجاجها المنحوت من وَلَهٍ وآس
وأنا نثيث الماء، نحت خياري العلوي
وأنا نثيث الكائنات، صلالة التكوين
والراعي وحيد في الجبال
***
ونهلت من ظعن تسايرن الجبال
حليب ليل المدبرات، وكنت أرعى
حالةً سوّيتها بدم الغزال
ونهلت من نهرٍ تغيّث من دمي
وأعرته نبض الصدى، وتلوح
سارية، وشفّ نميرها حياً
يدمرُ كل شيءٍ في الحواس
***
لم أطّرد لغةً لأحيا واحداً
حياً على كأسٍ أعدت له النبيذ
مكمّماً برحابة الحانوت
لم أطّرد لغة فعالاً في نزال الريح
تحت غريزة نشبت رماح الظعن
في ريح الشمال