وحققت السوى
وسوى صعودي غيبة المقصودِ
ونثرت في حدسي
عويصات الندى
رصَّعتها سيف السوابح والكتائب
لأرى القوافي تصعد المعنى
معفرَّة السنابل في الصعيدِ
***
وحُشِرْتُ فانكسرت
مرايا في ضحى نفسي
وحُشِرْتُ في مجرى الندى
فأفاق من سعةٍ
صدى نومين، غرَّ قبيله
فأتت على جسدي
مهالك كان يضبطها دخولي
في القصيدة، غير أن الريح
في النسيان كانت سوأةَ المعنى
وأتت على جسدي مرايا الكائنات
فوقفت بين الماء والمبنى
ولم أرتد عن فرسي
بمعذرة الصعود
***
نامت على شفة الغبار
مدينة الحرس القديمة، منذ أن
ناس الفضاءُ بنجمه، وخبا
نفرت لأرض الريحِ عاريةً
ولم ترعى زبائنها
سبحت على حدسي
وعادت بالمنية سبح قنديدِ
سكان أرض الله نحن
وقد هبطنا من بهاء الشعر
موّجنا الثرى بالماء
سكانها الآتون من حبر الحديث
ومن رياضة فجر يوم الآدمية
قد رسمنا سكة المعنى
على بحر جديد
حين يخفى الندى بيوم شديد
|
|
كأس أمي وقد يذوِّب عودي
|
غير أن البلاء فيه صعودي
|
|
كنت أدنيه من شفاهي ليلاً
|
كم يلوم الثرى جراح الطريد
|
|
مس جذع الثرى بلا أي لومٍ
|
ثاني اثنين في الهوى والنشيد
|
|
طاف حولي وكنت فيه مثنى
|
في حدة الشوق السريع،
أتم طير الماء سجدته،
ونام على حصيرة حبه،
فرأى القرى في لمحة الشعر القديم،
فرق في البحر الخفيف من القصيدة،
فانسحبنا باتجاه الغرة الأولى لشكل الشعر،
رقَّ وغاية المعنى وجود العارفين،
إذا تصعَّدَ حوتنا
نزلاً على برٍ بعيد
***
أيان نشبك حصة الحصحاص مع راد الضحى،
ونزول نار رمادنا في سلة المنفى، إذا باضت،
وكنا قاب أسرار الوجود
هم نزّلوا الدفلى عن المرعى،
فغاب العنكبوت عن الحديقة،
في مساء الموت،
أولها دم العشاق،
آخرها سماء الشعر
في رئة الطريد
***
ناس الفضاءُ بنجمه وخبا
على رئة القصيدة، في زمان الوجد،
هل كان الوجود بداية العرفان
في لغة التصوف،
حين يممنا الندى بسلالة مرهونة
بمقامها الأبدي في نص الحديد؟
حادت بنا ريح القرى عن خبأة المعنى
حادت بنا من غير لائمة،
وأتت على الموتى
يؤدون القصيدة بالغناء
على ثرى الحصحاص
وكأن بادية القصيدة
نصف عتمتها بأرضي
وكأنها رئة الغناء، وغاية الشعرى
وكأنها ريح البصيرة والسوى
فيما أرى … وبما أرى
حدباً على صفة مريدي
***
خوضاً على ماء الخوابي
يا مدى حوّط على نار لأطفئها
سلاماً فوق أنساب الرصيف
وأدر سكونك في غيوم الشعر
بوصلة، لأعرف حمأة البحر الخفيف
وأدر مداد الحكمة الأولى
على مرمى خيول المهرجان
إذا تصعَّد من نشيدي
***
خبَّأْتُ عين الصقر
فامتدح اليمامة صاحبي
فوجدته حراً ترقرق
في عناد الصمت،
أدى رقصة الجمر الرحيم
هناك في ثوب الندى
حتى تأثث من مديح النهر،
وانسحبت يداه على منازل عودي
ووجدته حراً تربى في السنابل
كائناً في الريح
حتى خفَّ في وتري
جنون الظلِّ من برد القيود
ليلاً، وهوَّمتُ الصدى
رأد الضحى في ناقةً بثمود
***
نصب الندى جسدي
هنا
وهناك
فلعله يأتي إذا نفقت خيول الشعر
أو يأتي إذا مات الرعاة، ومات
في جسدي وريدي
ولعله يأتي من السعة الرضية في وجودي
ولعله يأتي إذا نصب الردى