أغْفَى..
على بُكائهِ..
الطِّفلُ..
أَم استفَاقْ
أَمْ أَنَّهُ اسْتَغْرَقَ..
في ذهوله..
أوْ جُنَّ..
أوْ قَدْ غُصَّ..
بانبجاسَةٍ..
مِنْ دَمهِ المُراقْ
فَأغرقَتْ
حَدَائقَ العِرَاقْ
وَاصِلْ ..
بُكاءكَ المريرَ..
يا حبيبيْ
واصل البُكاءْ
إنْ جَفَّ شيءٌ..
مِنْ نَواحِ أُمّكَ الثَّكْلى..
نَشيجِ جَدِّكَ..
استغاثةِ الحياةِ..
في أبيكَ..
وَاصِلِ البُكاءَ..
وَاصِلِ..
البُكاءْ
فَأَنْتَ دَوْرَةُ البَقاءْ
ورْدَةُ الخرابْ
وقَامةُ الأمَلْ
أجَلْ
دَعْ صَوْتَكَ الجّريحَ..
يُقْلِقِ استراحَةَ القَاتلِ..
والقَتيلِ..
والأَهَلْ
يُذكِّرِ القَاتلَ..
كلَّ لحظةٍ..
وطلقةٍ..
بأنَّهُ أصْغرُ..
مِنْ أَنْ يَمنعَ..
استطالةَ العُشْبَةِ..
بَلْ أَذَلّْ
يا قمَرَ الأحْزَانِ..
هَل رأيتَ يوماً..
غابةً..
تأكُلُها الرِّيحُ..
فَيَسْتَطيلُ منها..
أَجْمَلُ الشَّجَرْ
أمْ هَلْ سَمِعْتَ أنْشُودةَ المطرْ:
مَطَرْ
مَطَرْ
مَطَرْ
وشَهْقَةَ الحَجَرْ
أَمْ ذُقْتَ طَعْمَ النّوم..
في العيونِ..
ساعةَ السَّهَرْ
إفْعَلْ..
ترَ العراقَ..
كيفَ كانَ..
يا قَمَرْ!
تَنْحَبُ فيهِ..
الذكرياتُ..
الآنَ..
والأشْعارُ..
والرُّؤى..
فلا يُجيبْ
غيرُ اختلاطِ الدّمْعِ..
بالدّماءِ..
بالنّحيبْ
غيرُ ارتطامِ الطّينِ..
بالصّدى..
ماذا أصابَ الماءَ..
فاستكانَ للوُحولِ..
مَجْرى الماءْ؟!
هل انْطَفَتْ
كلُّ عُيونِ الوَرْدِ..
والأشْواقِ..
والنَّهارْ
هَلْ أجْدَبَتْ عَشْتَارْ
فارْتَدّ في رَحْمِ التُّرابِ..
العُشْبُ..
والأزهارْ
واخْتَلَطَ اللَّيلُ..
مَعَ الوَيْلِ..
وغارَ النّجمُ..
في المَدَى
أَمْ أنَّه هَاديسُ(1)
هبَّ مِنْ جَحيمهِ..
يَثْأرُ مِنْ تَمُّوزَ..
فاغراً بُوّابةَ الجّحيمْ
وزاعقاً:
\"لَنْ أَتْرُكَ العِراقَ..
إلاّ والعراقْ
أرضٌ بلا بَشَرْ
فلْتحرق الكيْمياءُ..
هذا اللّحمَ..
ولْتُبْقيْ على الحَجَرْ
بَشرْ..
بَشَرْ..
بَشَرْ!
ما أَلْعَنَ البَشَرْ\"!!
هَاديسُ..
هَلْ جُنِنْتَ
أَمْ صِرْتَ..
إله الأرضِ والسَّماءْ
فعادَ ظَهْرُ الأرضِ..
مِثْلَ بَطْنِهَا..
فالموتُ والحياةُ..
في مملكةِ الرَّبِّ..
لَدَيْنَا..
أَصْبَحا..
سَوَاءْ؟
هاديسُ..
أنتَ نحنُ في ظَلامنَا..
وخوفَنِا..
وبعْضِنا القبيحِ..
غَيرَ أنَّنَا بَشَرْ
نعيشُ فوقَ الأرضِ..
بينَ الماءِ والضّياءِ..
والشّجَرْ
هاديسُ..
قَدْ نضيقُ بالشَّقاءِ..
ساعةً..
أو نكرهُ الحياةْ
وساعةً..
يَقُتُلنَا الضّجَرْ
لكنَّنا نُواصلُ..
البَقَاءْ
نَحْلَمُ بالعالَمِ..
يَسْتحيلُ..
وفْقَ ما نَشَاءْ!
نَحلمُ بالأرضِ..
التي تحرقُهَا..
غَنّاءْ
نَحلمُ بالنّوحِ..
الذي تُشيعُهُ..
غنَاءْ
بالذُّلِّ في عُيونِ مَنْ أذْلَلْتَ..
كبْرِياء
بالقُبَّرَاتِ اعْتَدْنَ..
طِيْبَ الظِّلّ..
في قيلوُلةِ العراقْ
أغْفَى على بُكائهِ..
الطِّفْلُ..
أَمِ اسْتَفَاقْ