شَرِقَتْ عَيْنَاكَ..
برائحةِ العُشْبِ..
المَقْطُوعِ..
فَأَلْهاكَ الرّسْمُ..
عَنِ الجَريانِ
وغَادرَكَ المَاءْ
لكنّكَ..
ما زِلْتَ..
البحرَ المتوسّطَ..
مَا زلْتَ..
برَغْمِ تآكِلكَ اليوميِّ..
العَنْقَاءْ
يَتَسَاقَطُ..
عَنْ كَتفَيْكَ..
رمادُ الموتِ..
وأنتَ تُبارِحُ..
أرديةَ الكَهَنوتِ..
الآنَ..
جَديداً..
مِثْلَ قرَنْفُلَةٍ..
تتألَّقُ..
وِسْطَ بُغَاثِ النَّبْتِ..
سواءَ مكثْتَ..
شَميماً..
في رِئَةِ الغَابةِ..
أَمْ كنتَ عَسُوسَاً..
في قلبِ الصَّحْراءْ
تَتَساءلُ..
ماذا بعدَ قَراحِ..
الماءِ..
سوى كَدَرِ الطينِ..
وماذا بَعَدَ الطَينِ..
سوى المَاءْ؟
سَيَعُودُ إلى عادتهِ..
الهَطَلانُ..
وتُغْلَقُ نافذةٌ..
في اللَّيلِ..
على امْرأَةٍ خاويةٍ..
وجدارٍ..
مملوءٍ..
بالأسْمَاءْ
تتفتَّحُ وسْطَ..
نَوَاحِ الكلماتِ..
الثَّكلى..
فإذا هيَ عَنْدَلَةٌ..
تَزْدَادُ..
مَعَ الضَّوْءِ..
غِنَاءْ
فأَملأْ رئتيكَ..
برائحةِ العُشْبِ المَقْطُوعِ..
سَتُنْعِشُ ذاكرةَ البحرِ..
لَدَيْكَ..
وَتَقْرَأُ خَارطةَ الأرضِ..
وكيفَ تَشَاءْ!