وترمي إلى أفقِ الحزنِ
كلتا يديها،
وتحنو بكاملِ صدرها
فوقَ وجهِ الغريبِ!!
حبيبي!!!!!!
مكحّلة بالظلامِ الأشدّ سواداً،
ومجروحة بالغناءِ البعيدِ
على درجِ الليلِ
تفردُ للحبّ أحلى يديها،
وترخي ضفائرها في مهبِّ النحيب!..
هي الساحليةُ في الحزنِ،
والقرويةُ في الحبِّ،
والبدويةُ حين نزفُّ السحابَ
إلى أرزة في الجنوب.
هي الحزنُ قبل صعودِ البكاءِ
إلى نخلةِ الروحِ
راعيةُ القبراتِ الثكالى على النهرِ
مسقيةٌ روحُهَا بالدموعِ،
ومشتولة بالثلوجِ أناملها الخمسُ
تخرجُ من زبدِ البحرِ بيضاءَ
مثل الأغاني،
لتتهمَ الفجرَ بالزرقةِ الأنثويةِ
في ناهديها اليتيمينِ
ثم تميلُ كأيقونةِ الصمتِ نحو المغيبِ!..
****
وترمي بكلتا يديها إلى أفقِ الحزنِ
هامسة:
أنا امرأةُ الليلِ،
شهرُ رحيلِ الحساسينِ،
أرملةُ الانتظارِ اليتيمةُ بالحبِّ!!
أين حبيبي؟!!.
فرَدْتُ سنابلَ شعري
ليقطفَ أجملَ خصلاتهِ السودِ،
أحرقتُ روحي بخوراً
ليشتمَّ رائحةَ الحزنِ من شجراتِ انتظاري،
وملتُ بأهدابي السودِ نحو الدموعِ!!
أيا سيدَ الحزنِ طالَ غيابُكْ!
وكرّرني الموجُ يوماً فيوماً
على صخرةٍ في الغروبِ
إلى أنْ غدوتُ قميصاً من الدمعِ
شقّ يديه ليهدلَ
فوقَ سفوح انتظاركْ.
أيا سيدَ الحزنِ طالَ غيابكَ
حتى سئمتُ وملّ الغيابْ.
أنا المطرُ المرُّ
فوقَ صخورِ الفراقِ،
حفيفُ الورودِ على ركبةِ الثلجِ،
سنبلةٌ للعذابْ!!.
أُصيخُ إلى الريحِ سمعيْ
وأنصتُ للكلماتِ التي
تتفتّحُ في تربةِ الروحِ
وا أسفاه فحبّيَ ليس سوى
نغمةٍ ضائعهْ
يقطِّعُها في الليالي الحزينةِ
زمرُ السرابْ!!.
وليسَ حنيني إلى الحبّ
غير عصافيرَ زرقاء
يصطادها كلما خيَّمَ الليلُ وهمُ الغرابْ.
ولكنني الآنَ ألمحُ طيفَ الغيابِ على السروِ،
أسمعُ في الليلِ رجعَ صداه الحزينِ
سأشعلُ قنديلَ روحيْ وأدعوهُ
كي يتأمّلَ أغنيتي،
وزغاريدَ عينيَّ فوقَ حبالِ الكرزْ.
سأشعلُ في عتمةِ الليلِ روحيْ
وأدعوهُ يا سيدَ الحزنِ طالَ غيابكَ عني!
تأمّلْ صفاءَ النجومِ بروحي،
وسيفَ المواويلِ
وهو يقصّ غُيومي اثنتين... اثنتينْ!
جعلتكَ حزنيْ مردّدةً رجعَ أجراسكَ السودِ
لا الروحُ نامتْ ليسهرَ قلبي وحيداً،
ولا الريحُ عادت بحنطةِ روحكَ نحوي
لأنخلَ كلَّ عذابيَ فوقَ بياضِ الطحينْ!
كأنَّ السنين التي زوّجتني مرارتها
هي نفسُ السنينِ التي نصبّتني
على عرشها المتقادمِ أرملةً
خلفَ نافذةٍ الأربعينْ. |