وبعدَ المساءِ
تجيءُ إليكَ انتظرها!
على شرفةِ البيتِ
رُشَّ على الدربِ زهرَ حنينكَ كالثلجِ،
واعقدْ جفونكَ للحبِّ
كيما تراكَ جميلا!
وغنِّ لها:
أنتِ قلبكِ قلبي،
وروحكِ نوّاحةٌ بالهديلِ.
وخُذْ حزنَ نايٍ طويلٍ
إذا هبَّ ليلُ ضفائرها السودِ
شوقاً إليكَ،
وهبَّ النسيمُ عليلا!
ستأتي إليكَ كأغنيةٍ من عتابا،
مقطَّرةً كالدموعِ على راحةِ الروحِ
يهشلُ حزنُ الكمانِ على صدرها
العامريّ،
وتنتفضُ الطيرُ في شجرِ الحورِ
مِلْ باتّئادٍ على خصرها البابليّ،
وسرّحْ حساسينكَ الخضرَ من شَعْرها القرويّ
لأسفلِ سنبلةٍ في الغناءِ!
فروحكَ لو رحتُ أبكي بكتني،
وطابتْ هديلا.
ستأتي إليكَ بكلِّ أباريقها
وبكلّ جرارِ الطفولةِ
كيما تقولَ صباحاً سعيداً
فَمِلْ نحوها لو قليلا!
وحرّرْ على راحتيها رسائلَ منسيةً للصبايا
اللواتي ذهبنَ إلى النهرِ يوماً
فلوّحهنَّ الهوى،
وتساقطَ مشمشهنَّ عليكَ!
ولو أنتَ تدري
حببتكَ حزني
ورحتُ أحوشُ نجومكَ ليلاً فليلا.
تحبّكَ لكنها في هواها
أحنّ حفيفاً،
وأشجى هديلا. |