رَفيقي الّذِي في الحُقُولْ
تَقَدَّسْتَ مُنْغَمِسَاً في الوُحُولْ
تَقَدَّسَ كَفُّكَ..
بُورِكَ فَأْسُكَ
تَهْوِي على الأرضِ
تَجْرِي الجَدَاوِلُ
تنمو السَّنابِلُ
تبدَأُ من ساعِدَيكَ الفُصُولْ
وتُقْبِلُ واعِدةً بالغِلاَلْ
وأَنتَ حَفِيٌّ بِعُرْسِ النَّماءْ
وفي شُرْفَةِ الانتظِارِ اللَّهِيفِ
تَنَامُ بعيَنينِ مفتوحَتَينِ
على الغدِ..
تَرْقُبُ رُؤْيَاكَ
في كلِّ بارقةٍ من مخاضِ الضِّياءْ
وساحةُ حُلْمِكَ تَنْمُو عليها
عَرائِشُ خِصْبٍ
وأَطيافُ رُؤْيا
مَضَمَّخةٌ بعبيرِ التُّرابْ
تَنَامُ وَيَسْكُنُ قَحْطَكَ دَفْقَ اخضرِارٍ
يُبَرْعِمُ فيه الهَشِيمْ
وتدنو الفراشةُ مِنْكَ..
تَحُطُّ على كَتِفَيْكَ
إذنْ فالبِشَارةُ دَانيةٌ
والحقولُ تُطَيِّرُ نحوكَ
أَبهى رسُولٍ..
وَتَنْشُرُ عِطْرَ المواسِمِ
بينَ يديكَ
وَتَعْلَمُ أنَّ البيادرَ حُبْلى
وآنَ أَوانُ المَخَاضِ
وقد أَنْجَبَتْ حبَّةُ القمحِ..
سَبْعَ سَنَابِلَ..
في كُلِّ سُنْبَلَةٍ أَلفُ حَبَّةْ
وفي الَحبِّ فوقَ البيادِرِ أَكْوَامُ حُلْمٍ..
تَكَدَّسَ فيها الرَّجَاءْ
وَطَالَ انتظارُكَ..
والأُغْنِيَاتُ تَطِيرُ..
مُجَنَّحَةَ اللحنِ..
مِنْ شَفَتَيْكَ
تُرَجِّعُ فيها المواويلَ..
مِنْ فوقِ نَوْرَجِكَ المُتَأَوِّهْ
بَعدَ نَهارٍ طويلٍ مِنَ الكَدْحِ..
والحُلْمُ يَأْخُذُ شَكْلَ الرَّغيفِ..
المُغَمَّسِ بالدَّمِ
تحمِلُهُ للعِيالِ الجِياعِ..
بِكِلْتَا يَدَيكَ المُشَقَّقَتَينِ
وَتَعْلَمُ أَنَّ البيادرَ
يَسْطُو عليها
دُهَاةُ اللُّصُوصِ
وأنَّ سَنابلَ قَمْحِكَ تُشْحَنُ
في اللّيلِ
ثُمَّ تَعُودُ إليهم..
على شَكْلِ سَيّارَةٍ فَارِهَةْ
وذَاكِرةُ الأَرضِ
تَحْفَظُ أسماءَ كُلِّ لُصوصِ الغِلالْ
وحين تَقُومُ قِيامةُ فَأْسِكَ
والأَرْضُ تُخْرجُ أَهْوَالَهَا،
ستُجَرِّدُ عن غِمْدِهَا
كُلُّ سُنْبُلَةٍ
وَتُطَهِّرُ بالدِّمِ..
وَجْهَ التُّرابْ