تَتَبَاسَطُ في قلبي أَشْجَانْ
فَأُحَاوِرُ أَزْهارَ الحِرْمَانْ
وأُنادِمُ غُصْناً مُنْتَشِياً
فأَمِيلُ وَيَقْطِفُني الرُّمَّانْ
وأُغَازِلُ أَطيافَ الرُّؤيْا
وأُسْلِّمُ بَعْضِي للهَذَيانْ
وأُغَنِّي لَحْنَاً صُوفِيَّاً
مَنْذُوْرَاً لِخَلاَصِ الإنسانْ
وَبِأُغنِيتي لقَّحَتُ الغَيْمَ..
وَسُقْتُ الغَيْثَ إلى القِيْعَانْ
وَهَطَلَتُ على الأرضِ الظَّمأَى
وَجَرَيْتُ سُيُولاً في الودْيانْ
وَدَخَلْتُ التُّرْبَةَ مُنْتَشِياً
وأَدَرْتُ الكأْسَ على النُّدْمانْ
وَنَبَتُّ رَبِيْعَاً مِعْطَاءً..
يَتَبَاهَى بِشَبَابِ البُسْتَانْ
ماهذا؟! أَشْجارٌ بَسَقَتْ
كالفِتْنَةِ، أَمْ لَوحةُ فَنَّانْ؟!
وَتَكادُ اللَّوحةُ إِنْ نَطَقَتْ
أَنْ تَسْمَعَ هَسْهَسَةَ الألوانْ
أَمْ هَذِي يقظةُ أَحْلامٍ؟!
أَمْ أَنِّي في حُلُمٍ يَقْظَانْ..؟!
أَمْ أَنَّ الجنَّة قُدَّامي
تَزْهُو بالحُورِ وبالوِلْدَانِ؟!
***
أَنْهَارٌ بالنِّعْمَةِ تَجْري
وقُطُوفٌ دَانِيةٌ وجِنَانٌ
فَأَمُدُّ إلى الأَغْصَانِ يَدِي
وَتَكادُ تُرَاوِدُني الأَغْصَانْ
وَيُخَيَّلُ لي أنَّ الأَشْجَارَ..
عَليها أَقْمَارُ المَرْجَانْ
وأُحَاولُ أَنْ أَقْطِفَ منها..
قَمَراً ماهَمَّ بهِ إِنْسَانْ
فَتَوَارى القَمَرُ على عَجَلٍ
وَتَرَكَني في لَيلٍ الهُجْرانْ
و الشمسُ أَبَتْ أن تقرضني
في ظلِّ الغُصْنِ مَعَ الفِتْيَانْ
وازوَرَّتْ عَنِّي هِامِسَةً:
أوصيتُ بهِ شمسَ العِرْفَانْ
فَلَعلَّ الآنَ تُوَافيهِ..
وتطلُ كإشراقِ الإيمانْ