قَمَرٌ يتوضَّأُ بالنُّورِ الأَخضر
ويُرتِّلُ: \"إنَّا أعطيناكَ الكُوْثَر\"
وأَنَا أَتَوَضَّأُ بالغِبْطَةِ والتَّهْيَامِ
وأَشدو:
أَقْبَلَ البدرُ علينا
يَتَهادَى كالشِّراعْ
وجَبَ الحبُّ علينا
ما دَعَا للّهِ داعْ
أَيَّها البدرُ المُحَنَّى
مَرَّ بي مِثلَ الشُّعاعْ
مُرَّ واستوطِنْ عُيوني
إنَّها خَيرُ البِقاعْ
وَيَمُرُّ بقُرْبي مَرَّ مَلاَكٍ
يَطْوي بجناحيهِ الليلَ
فَينبلجُ الإشراقْ
فأُقيمُ صلاةَ الوجدِ إلى عينيهِ
وأَقرأُ آياتِ الأَشواقْ
وأُيَمِّمُ وجهي شَطْرَ اللهِ، وأَدْعُو..
بِضَراعةِ زنبقةٍ تَتَوَسَّلُ عندَ الفجرِ..
وتُرسِلُ أَنفاساً عَطَّرَها الآه:
يا ربَّاه...
فؤادي يَعَاقِرُ آلامَهُ
في مَقَامِ الهوى
وليلُ المدينةِ يمتصُّ رُوحي..
ويَنْبِذُني في العَرَاءْ
وها أَنا لَهْفانُ
أَعزِفُ لحنَ الصَّبَابَةِ
بينَ الجَوانحِ
واللحنُ يَحرقُ أَوتارَ قلبي
وفي التِّيْهِ آوي
لِمِئْذَنَةِ الحُبِّ
أَرفَعُ منها إلى اللهِ
مَكْبُوتَ عَشْقِي
ومَكْنُونَ شَوقي
وأَسْتَسِقيَ النُّورَ من فوقِها
لَعَلِّيَ أَنهضُ بالأَرضِ
نَحْوَ السَّماء
وأَغسلُ أَدْرَانهَا
بالضِّيَاءْ