لك أنتِ آخر لحظةٍ
من رحلة الإسراءِ
عبر المنتهى
لك أنتِ أوَّل لحظةٍ
من رحلة المعراجِ
عبر المبتدا
لك أنت سرُّ
المنتهى
والمبتدا
فاستغرقي في الروحِ
عَلّي
بعد أن أسري بعطفِ الروحِ
أدري
أن ما كنّا احتملنا
من رهيف العشقِ
أمسى
بعدما انهارت لديه الروحُ
سراً
إنَّما مذ فاضَ
عاد كأنَّه
نهرٌ سديميُّ الرؤى
وضفافهُ
أبداً إليك تُعيدني
مهما استبد البُعْدُ في صمت الطريقْ
لك أنتِ
كيف أقولُ
-أنتِ
ونحن في زحف المدى
آياتُ عشق لا ترتلها المزامرُ/ والمزاهرُ
إنما
إن أرهفت سمع الزمانِ
فإنها
أصداء روحينِ
اشتكى عند اللقاء هواهما
من برهةٍ
كانت تقود خُطاهما
للوصلِ
ثم انهارَ في إثريْهما المسعى البعيدُ
فآلتا
ألاّ تعودا للهوى
إلاّ وفي عطفيهما
أملٌ
بأن خطاهما
أبداً إليكِ
وإن عرا حلميهما
يوماً شواظٌ
يستعير النار من لهب الحريقْ
أنت المدارُ الآنَ
لا تتمرَّدي
وتألَّقي في معزف الآتي
وكوني آية للعشقِ
تتلوها الرؤى
في السرِّ
أو في الجهرِ
لا تترددي
فيداكِ آخذتان من قلبي الهوى
ورؤاكِ
تحفلُ بالبقيَّة من رهافة ماتُخلِّفه المشاعرُ
من مكابدة الغريقْ
وأنا مواقع أنجمٍ
منك استِعَارُ بريقِها
كمجرَّةٍ
ما كان دربُ مسارِها
لولاك
لولا أنهرٌ
زخرتْ لديكِ
وحينما أغريتِها بالقُربِ
أشعل ومضُها نورَ اليقينِ
فأومأتْ للروحِ
ها إني ألوحُ
ومن فؤادكِ
قبسة الإشراق تَهديني
وأنوار البريقْ
فتأمَّلي عند اللقاء مصيرنا
أو أقبلي
كالنور فاتِحَة سجوف العمرِ
دون الليلِ
وانتظري
على شفق اللقاء غروبَنَا
فأنا وأنتِ
كما يكون الحلمُ
أو سرُّ الهوى
في لحظةِ
منها
إليها
نستعيد الخطوَ من سَفَرِ الطريقْ
وكبرزخٍ
بين النهايةِ والبدايةِ
برزخٍ
بين البداية والنهايةِ
كل ما أبقى الزمان لشَأْوِنا
وأراكِ زلفى
تعبرين صراط إحساسي إلى المجهولِ
حائرةً
ولا تدرينَ
هل في القرْبِ
أم في البعْد
سوف يكون مدارُنا
وتكون ذكرانا
كما شئنا وشاءت
رحلة الإيمان/ والكتمانِ
كوني
كيفما شاء الزمانُ
وغادري
ما اسطعتِ صمتَ البُعْدِ
إنّا
رجع أصداء تسافر في البعيدِ
إلى البعيدِ
لتسكنَ الرهف العميقْ
فنرى وراء البرزخ المُفْضي إلى حلم الرؤى
أصداء عمرٍ
كلما سكِر الهوى
صلّيتُ في دُنياكِ
مؤتَمِراً
بما تُملي عيونكِ
إن وصلتِ
وإن هجرتِ
وإن أكنْ
مُستغرقاً أبداً لديها
لا أُفيقْ
فتبتَّلي
في معبد البوْح الطهورِ
وحاذري
أن تُرهقي بالبعدِ قبلتنا السنيَّة
وانهلي
من فيضها العلويِّ آيات الخشوعِ
وأرهفي
بالذكْرِ منهلها الدفيقْ
فصلاتنا عشقٌ
وكم فيها تطهَّر من صريخ الطينِ
من عرف الهوى
فسما
وفي جنبيه
أنفالٌ
وفي عينيه
أسرار البريقْ.