أتيتكِ...
أسأل وجهك سرّ الحياةِ
فعيناك قد غاض إثرهما العمرُ
وامتدّ دونهما الدربُ
حتى استباح الطريقَ
انتظارُ الرجوعْ
وأنت على واحة الفيء
سرّ التوحّدِ
هلاّ انهمرتِ على القلب غيثاً
وأدركتِ
قبل انحسار المسافةِ
أنك حلم الحقيقة إمّا تراءى
وأني خطاك إلى القلبِ
حين استبحنا
قبيل اللقاء زماناً
نأى بانتظاركِ
رغم انتظاري
وأرهق فينا
صدى الذكرياتِ
وصمتَ الهجوعْ
خذيني إليكِ...
أما تعلمين بأنك أني
وأنيَ أنتِ..؟
ففيم الهروبُ...
وليس لنا بعد هذا اللقاءِ
سوى أن نكون التوحّدَ عبر الوصالِ
سوى أن نكون الحياةَ
إذا أطفأ الليل فيها
سراجَ الولوعْ.؟
أما تقرئين هواك بعينيَّ
إني نذرتك للقلب روحاً
وإني قرأت هوانا بعينيكِ
لمّا نذرت الهوى والوصالَ
وأدركت أنّا كلانا
-وإن طاف فينا الشرودُ-
انتماء لما قد نهلنا
من القلب والروحِ
حتى وإن كان آنُ اللقاءِ
سهاداً
وشوقاً
وتوقَ النزوعْ
ومازلتِ
مازلتُ
أعرف أن انهمارك فيَّ انبعاثٌ
وأن انهماريَ فيكِ حياةٌ
فكيف نكونُ
ونحن مع الموت والبعثِ
والهجر والوصلِ
رعشة فيضٍ
تمنت على الفيضِ
أن يسكن العمرَ
آن السجودِ
وآن الركوعْ
وكيف نكونُ...
إذا لم نكن سر هذي الحياةِ
إذا لم نكن سر ما قد يكونُ
وأنتِ -وإن طاف في الظن طيفكِ-
تدرين أنّا
على الشفق المستظل بقلبي وقلبكِ
روحان
ما تشردان سوى آنِ
أن يستظل بظلهما القلبُ
إمّا استجارت بريّاهُ
آيُ الوصالِ
وآي الخشوعْ
كلانا ترابٌ
فلم لا نلبي نداء الترابِ
إذا مادعانا لأن نتوحد فيهِ
ونكتب بالحبِّ
أولَ سطرٍ
وآخر سطرٍ
لما قد حملنا بأعماقنا-
وانتظرنا بوادي اللقاءِ
أما تبصرين رفاتي على العشبِ
ينبض بالزهو آنَ التقينا
وأيقظ فينا الزمانُ
حنينَ القلوعْ
لأنك أني
وأني بكونكِ نقطةُ نونٍ
كتبتك في الروح لوحاً
وها أنا أعنو لديه أليفاً
أراه.. أراكِ
أراكِ.. أراهُ
وأدري... وتدرينَ
أن نقاط حروفي
تهجَّتكِ في الظنِّ
لما تبيّنتُ أنكِ لغز الحروف التي حفظتها
رقيمُ المسافاتِ
فانهار فيها الزمانُ
وأرّق فيها مع الهمسِ
نبضَ الخضوعْ
فلا تبحري عكس توق الشراعِ
أليس نداء المجاديف يخلق فينا
-وإن شاقه الظعنُ-
توقَ اللقاءِ
وفيضَ الدموعْ
أجدّف في الغيبِ
أرحل في الغيبِ
أكتب في الغيبِ
أقرأ في الغيبِ
حسبي إذا ما رأيتكِ
أدرك أني
-وما يَسْطُرْ الغيب للغيبِ-
رحلة عمر تمطت على الوجدِ
فارتعش البوح فيها
وآنسه الوحيُ
فاسّاقط القلب أوراق عمرٍ
دعاها المصيرُ
فكنتِ لديها
وكانت لديكِ
نزيفَ انتظارٍ
وشوق انهيارٍ
وذكرى متوعْ
فكوني
وإن كنتِ بعضا بكلّي
وكلا ببعضي
نداءَ الصواري
إذا سافر العمر في البدءِ
ثم انتهيت وإياكِ
لا الموج يسمع رجع المجاذيفِ
لا الدرب يدركُ
آنَ الرجوعْ |