هل أنتِ أنتِ
أم الهوى ابتسمت رؤاهُ
على سنابل وجهكِ القمحيِّ
فارتعشتْ على الآناءِ
أنداءُ الحياةْ..؟
حسبي نداؤكِ في المواجدِ
كيف لا يحيي النداء يباسَ أحلامي
يعرِّش في ضميركِ
فيضَ آمالي
وأنفاسَ الرفاتْ؟
عهدي بأنكِ
وحي أفئدة التوحُّدِ
كيف أنهل منك ما أبقيتِ من خمر الوصالِ
وقد ذرفتِ على الشفاعةِ دمعة
أذرت ببعدكِ
فاحتميتُ
وأنت باصرتي
بما زلفى أبحتِ من الدموعِ
فأُترِعَتْ روحي
بآياتِ العناةْ
ظمأ.. وريُّ
في ضميركِ
من ضميركِ
لا تديري الكأس عني
أنت إن سكر الندى
أدعوكِ
لا أدري
ولا تدرينَ
أنك من مقام الروحِ
ما أشرعتِ
إلا لهفتي الظمأى
وأشرعة الحُداةْ
دربي إليكِ
وإِنْ شَرَدْتُ
فليس في غبش الشرودِ
سوى رؤاكِ
وليس في صحو الوجودِ
سوى هواكِ
فعاتبي
شجني بوصلكِ
عانقي
ألمي بقربكِ
واكتبي قدري على لوح الهوى
قدري هواكِ
فنضرِّي في الصمتِ ذاكرةَ اللقاء
وعاقري في السرِّ ماطرةَ الرجاءِ
أنا وأنتِ
حداء عاصفة الخصوبةِ
هل ألبّي
أم تلبين النداءَ
أنا انتميتُ
كما انتميتِ
إليكِ
لكن اللقاءَ
يظلّ مرتهناً
كما شاء النداءُ
بأن تقولي:
ها أنا آتيكَ لا في الحلمِ
لا في الغيبِ
آتي لحظةً
فيها نكوِّنُ رُوحَنا
من صمتنا
فيها نكوِّنُ عمرَنا
من وصلنا
فيها نكوِّنُ ذاتنا
من ذاتِنا
فيها نكونُ ـ أنا وأنتَ ـ
بدايةً
ونهايةً
ونضيع في فلكِ المسافةِ
ما نرى
إلا على الزمن الوثيرِ
ظلالنا
ونطير خلف الأفق
خلف البعدِ
نكتب عمرنا الباقي
على خزف العناةْ
فاستأثري بدمي
فما آناً شردتُ لديكِ إلا عادني
طيف تحدَّر من رؤاكِ
وأتبعَ الرؤيا
بأن نادى
فلبى الطيفُ
فاتَّحدت هوىً
روحي بروحكِ
وانصهرنا آيةً
في قدس اقداسِ الصلاةْ
هل أنتِ أنتِ
وهل أنا رجعَ الأنا
أم أننا كنا
وصرنا لحظةً
فيها اتحدنا
لوعةً
وتضرّعاً
ثم استعدنا من صميم اليأسِ
أشرعة النجاةْ
سرانِ في سرٍّ
أنا أو أنتِ
إذ أنّا معاً عدنا
ويبقى سرنا
أنا وصلنا لحظة التكوينِ
فانسكبت على لمحاتها
روحي وروحكِ
قطرة في قطرةٍ
ثم استقرت في هدير العمر رعشةَ موجةٍ
مازال في أسرارها
أنا سنمضي إثرها
ظمأً إلى نهر الحياة