دمي هارب من دمي
يسفح الذَّوْبَ
يُعلي قباب التلوُّنِ
بالزهْوِ
والأمنيات اليبابْ
وحسب الذي أرهف الحرفَ
أن يسكن النزفَ
أن يوقظ التوْقَ
لا في ضمير المواجدِ
يسمو
بسبحة بوح
تمنّت على القلبِ
أن يستجيرَ
بأهداب سانحة من ظلال النقيضِ
فكان الذي أرّق الصمتَ
وامتدّ
يزرع في البعدِ
شاهدة من عذابْ
فهوناً..
أناديكَ من غلس الضوءِ
من مرفأ النوءِ
هل تستجيبُ
لمن أرهقته المفاوزُ
فارتدّ عن زمن الصحوِ
يستمطر المحْلَ
يستصرخ الرملَ
يرنو
وأنواؤه المستغيثة
تسترحم الغوثَ
تستنزل الغيثَ
شاهدَ عسفٍ
وترسم في دارة الماءِ
ظلّ انكسارٍ
تهيأ للظعنِ
فارتدّ عن حلمة النارِ
ينشر أنواره في الضبابْ..؟
تباركتَ
يا أيها المستعيدُ
من الماء بالنارَ
هل تستكينُ
لأنشوطة الوهم
في موسم الهتكِ
إن شرّدتكَ المباءاتُ
وارتحل الدفء
عن شرفة الشمسِ
وانساب نسغ الحؤولِ
بأوردة الخصبِ
أم تعلن النفحَ
ريحاً
تبدّد ما قد يكونُ
على شفق العمرِ
من غربة أم تِبابْ؟
إذن..
أنت والمطلق الآنَ
دربان:
درب إلى الغد يفضي
ودرب يعود به حين يمضي
إذا جاوزته السنونَ الرحابْ
وعندكَ
ما يعشب الصخرَ
رطباً جنيّا
فكن كالهطولِ
على الفدفد الوعرِ
كن كالنماءِ
على المهمة القفرِ
واصدع بأمر التضوُّع
وانزل على رَمَدِ القحطِ
مثل السحابْ
فإنكَ
-شاء الزمان المُسجّى
على أضلع السعفِ
أولم يشأ بعدُ-
نزهة طيفٍ
يهيم على الأمنيات العِذابْ
ودونكَ
من كل ما تتمنّاهُ
زوجان
ماذا تكذّبُ
روحكَ
أم ما تبقى من العمر
قبل الإيابْ؟
إذن كن شعاعاً
إذن كن شراعاً
وسافرْ
كما نورس الوقتِ
إثر انصياع الزمانِ
وحاذرْ
إذا عدْتَ
أن لا تمرّ كمَرّ الشهابْ
فأيان تبعثُ
تكتَبُ فاتحة الحبِّ
إمّا تماهتْ
وغيّبها الدهرُ
قبل أوان الغيابْ