كلمّا استيقظ في القلب شراعٌ
وتغنّى
عشب حلم الذكرياتْ
سافر العمرُ
على عطر صواري النشوة الحيرى
وغابت
في ضمير النوء رايات الشتاتْ
وتمارى
بعد سِفْرينِ من الغيبِ
رحيلٌ
وإيابٌ
وتمطّى الموج مأسوراً
يمدّ الطحلب الناريَّ
في صدر اندحار اللحظاتْ
وعلى رونق أسرار اللّجين القرمزيِّ
انهار في ذاكرةِ الوشمِ
نزيف الهمساتْ
يبدأ الظنُّ طقوساً
تتعرّى في سكون الليلِ
إذ ترسم غاباً
في مرايا الصمتِ
تسقيه رحيقَ الموت دفئاً
يتقرّى دونه الفجرُ
رحيلاً
من سكون القلبِ
صوب الزمن المفتون بالفرقةِ
والمهجورِ
في ظلمة أبراج الليالي الدامساتْ
وعلى إيقاع بوح الروحِ
يسري
فَلَكُ الريح إلى ظلمة نهر الوهجِ
لا يبصر فيه الدفق إلاّ
مهرجان اللونِ
إذ أرهقه النزفُ
بألوان المماتْ
فانحنت في رحلة التيارِ
أشجار التمني
وانتهت في رحلة الإصرارِ
أقدار الحياةْ
جثثُ التغريد ضاعت
بطلاء الزبد الطافي
على صدر رحيل الأبد المسجور بالموتِ
إذا ما يرجم الأرواح بالغيبِ
ويغريها
بأطواقِ النجاةْ
أنتِ..
يا جوريّة الحزنِ.!
وهل في الطلع أزهار لميلاد لقاءٍ
أم ترى
في سعفة الإنشادِ
أطلال جدارٍ
من هشيم الشوكِ
يدمي لحظة الإذعانِ
آن السحرُ يهذي
بانبلاج النور من ثلج الرفاتْ.؟
وعلى مَدَّيْنِ
من صبحٍ
وليلٍ
يتوارى نورس التكوينِ
في سَورة حبّ
من معاني سُورة التكويرِ كانت
ثم ضاعت
في انبعاث الصبحِ
لما هَدَجَ البحر مراميهِ
فعادت
من محار البحر تستسقي الحياةْ
عَبَقٌ..
كالنسغ في خاصرة الكأسٍ
تمطّى..
أرهقته الحانُ
حين الخمر دارتْ
في كروم الغيمِ
تغري بنبيذ الثلجِ
أركان التخوم العارياتْ
غير أن الميتة- الميلادَ
كانت مطر الكرمِ
على جفن الرياحَ السافياتْ
غبطة الدهشةِ
مذ لوّنها النزفُ
ابتداءً
وانتهاءً
أرهق الإبحارُ في الفيءِ
نواميسَ الجهاتْ
والمراسي
تخطف الناجين من كارثة القحطِ
وترمي لدخان الماءِ
جرح الوعدِ
آن الأفق ينساه على قارعة الأفقِ
غريق الأمنياتْ
لحظةٍ
يمتنع التجديف فيها
إذ يكون المدّ والجزر امتداداً
مَرَجَ الأحزان في بحرينِ
هذا ماؤه عذبٌ
وهذا ماؤه ملح أجاجٌ
غير أن الظمأ المسكون في الجرحِ
كفيضٍ
تتلظّى حوله الشمسُ
فيندى
وخميل الشوكِ
تذروه الرياح الذارياتْ
ويعود النهر مجدافاً
وتبقى ذكريات الماء إنشاداً
وتنسى الميتة- الميلادُ
أسوار الأثافيِّ
ويبقى \"طائر الفينيق\" في هاجرة القيظِ
أليفاً
رحلتْ فيه الثواني
ونأت عنه الأماني
فتسامى
معلناً موتَه حياً
في اصفرار الموت آناً
وأواناً
في اخضرار الكلماتْ |