غريبٌ..
وحبُّكِ يحملني للحياة دليلاً
فأنضو الثواني
وأحمل أعباء عهن الزمانِ
على كاهل الحب وحدي
وأدري
بأنك ساكنة العمرِ وحدكِ
هل تعلمينَ
بأني.. وإن غالبتني الوعودُ
أظلُّ وإيَّاكِ
أنشودة الدهرِ
لا أنت تدرين كيف نوقِّع رجعَ صداها
ولا أنا أدري
لماذا أسير إليكِ
وأنت الغمام يظلل دربي
وحين يساقط غيثاً
أضمُّكِ قطرةَ ماءٍ
فأحيا بها حين أخصب فيكِ
مواسم حبٍّ
لغيركِ ما ساقطت من ثمارٍ
فهل أنت تدرينَ
كيف البداية.؟
كيف النهاية.؟
والعمر كالزورق الصَبِّ
نشوان يمخر عمق الزمانِ
إلى أينَ..
لست أرى غير طيفكِ
يدعو فؤادي
لشاطئ وعدْ
وحين أقول:
اذكريني
وأدرك أنك موغلة في الرحيلِ
ببحر انتظاري
أشير إلى ساعة القربِ
اسأل نبض انتظاركِ
كيف استكانت بنا الذكرياتُ
فأدركَنا من هواها
نثارُ انهيارِ تحكَّم فينا
وحين تجاوَزَنا الحكمُ
عُدنا إلى الروحِ
نقرأ فيها البقية من لحظةٍ
أدركتنا
فكانت لما قد نهلنا
تراتيل وجْدْ
أعذِّب روحي بوعدكِ
أسكن جرح الوصالِ
وأسعى إليكِ
وأنت أمامي
شعور تغلغل في داخل السرِّ
آناً يبوح بنزفي
وآناً يكتّم خوفي
وفي كل درب إليكِ
يظللني الشوق
حتى أطوِّحَ خطوي
وخطويَ نشوانُ
لا باللقاءِ
ولكنْ
بخوف انهيار اللقاءِ
على لمحةٍ
تكتبين النهاية فيها
وأنتِ التي كنتِ يوماً
شعاعَ اندلاع الأوار بقلبي
وقد أوقدته رؤاكِ
وها هي تنظرُ
كيف استحمَّ الفؤاد بحبكِ
كيف تيمَّم قلبُكِ بالحبِّ
هيهاتِ أن تُطفئي بعد ذاك الأوارِ
لحيظةَ قربٍ
وأنت بها رغم موج اشتياقِكِ
آثار جمرٍ
وأنداء عهْدْ
أشيري إليَّ
أما تعهدين بقلبي الوجيبَ
ففيمَ يُحاورني صمتك الآنَ
فيمَ يُحاورني بوْحُكِ الآنَ
أين المسيرُ..
إلامَ المسير..
وكيف النهايةُ..؟
لا بدَّ أن يعلن الشوقُ
أني وإيَّاكِ
رغم استغاثة أحلامنا
عاشقانْ
وكيف تقولين:
أين المسيرُ.؟
أما تدركينَ
بأنك كل الدروبِ
وأنك كل الهنيهاتِ
هل يهرب العمر منيَ إلا إليكِ
أما أنت فيء الجهاتِ
أما أنت سر الحياةِ
وعيناكِ
منهلُ عمري
وميقات
سري
وجهري
فلا تهربي من هوانا
فأنت التي أضرمَتْ في هوانا الهوى
ثم ألقت على سرنا
لحظاتِ الأمانْ
تَقَدَّس فينا المدى إذ تسامى الفؤادان
في رحلة واكبتْها الرؤى خفقةً من حبيبينِ
ضاعت لديها
ظلال الأوانْ
ونحن لديها وإن جرّحتنا
بقايا حياةٍ
وذكرى زمان
دعوت فؤادي بلحظك آنا
وحين تجرّأ قلبي على الحبِ
آنس فيك الحياةَ
فأغدقتِ من نبعك الثرّ
حباً ندياً
فأبحرتُ في عالم أنت فيه البدايةُ
إثر النهايةِ
حتى استقرَّت بيَ الروحُ
تدعوك للوصلِ
إمّا استكانت لديك المشاعرُ
يا ربة الشوقِ.!
فاستعذبي الحبّ
لا تحرميه انتماءه للفيضِ
فالنزف جرحي
وعيناك تسبيحة الانتظارْ
وها أنتِ تستعذبين اللقاءَ
وتدرين أني
وإن كنتِ جرح العذابِ
فإن عذابي بحبكِ
لا كالصلاةِ
ولكن كما يشتهي القلبُ
إما تناهت لديه مزاميرك الصادحاتُ
على شرفة الصحوِ
بعد انبلاج النهارْ
فكوني
وكيف تكونينَ
والنار قلبيَ
والماء قلبكِ
كوني إذن كل ما يمطر الحب في الروحِ
أو أطفئي بهواك اللظى
واسكنيني
تميمة حبٍّ
وأيقونة علّقتها الأماني
على معبد أنت فيه القداسةُ
ثم اسفحيني
على برهة أنت فيها المصيرُ
لأدركَ
أن نهاية عمريَ فيكِ
وإن لم تكوني سوى زفرةٍ
أو سعارْ
لأنك لا تسكنين سوى القلبِ
أدعوكِ
باسم الهوى
باسم ما قد كتبنا على سدرة الحب من همسِنا
حين أعلن مركبنا المستجير بغيم الضبابِ
بأن اللقاء على البعدِ
ما عاد إلا اغتراباً
فقلتُ
وقد أنهكتني الدروب وخلَّفتُ فيها الشبابا
أيا ليتني كنت قبل هواك تراباً
لألمس آثار خطوكِ
إمَّا عبرتِ
فأنسى الحياةَ
وأنسى العذابا.