قلقٌ...
من بقايا الكلامْ
قلقٌ...
والخطى في الرياحِ القصيةِ
تستافُ أحلامَها
ترتدي البعدَ والعُريّ
والعثراتِ المريبة
وسطَ الزحامْ
قلِقٌ...
والكوابيسُ
تملأ أوردتي
يقظةً أو منامْ
***
هكذا يمتطي الوجدُ
ظهرَ الليالي
فتصبح مشغولةً
بالنجومِ البعيدةِ
والقبّرات الشريدةِ
والذبذباتِ السريعةِ
بين التباعدِ... والالتحامْ
***
هنا أصحر القلبُ
معتمراً جُلَّ أحلامهِ
فاستباه الظلامْ
هنا... رحلَ الصحبُ
فارتبكَ الخطوُ
ثم طواهُ القِتامْ
هنا.. لم أزلْ أذكرُ الراحلينَ
إلى حيثُ لا عودةٌ
أو سلامْ
هنا...جربتني المواويلُ
فامتلأ العمرُ أغنيةً
رددَ اللحنَ منها اليمامْ
أُقاسمُ إيقاعها الشجو
والنوحَ
والبوحَ
والتمتمات البعيدات
عمّا يُرامْ
هنا... حيث لا جسرَ
يُوصلُ بين الأحبةِ
والأمنياتِ الغريبةِ
والصحبِ
لا جرسَ يوقظ أحلامنا
إذ تنامْ
هنا.. أيها القلبُ
ماذا لديكَ...؟
وماذا تريدُ...؟!
وماذا ستلقى..؟!!
وكلُّ الدروبِ إلى نخلكَ المشتهى
مستباةٌ
يحوّطها القلق المرُّ
والجندُ.. والخانعونَ
يقسّمها الاقتسامْ
***
هنا... قلِقٌ...
والحروف الرتيبةُ
لاشيءَ يربطها
كي تُرى جُملاً
يستقيم بها الوزنُ...
واللحنُ...
والظلُّ .. واللونُ
والـ(أنتَ)... والـ(نحنُ)
أو ترتدي حلةَ الانسجامْ
قلِقٌ.. من ظلامِ الصباحِ
المسافرِ مستوحداً
للغمامْ
قلِقٌ... ليس يُجدي الكلام
قلِقٌ... ليس يُجدي الصراخُ
السكوتُ
الهروبُ
البقاءُ
النعوتُ
النداءُ
البكاءُ
الجلوسُ
القيامْ
قلِقٌ... أجرعُ الكأسَ
مترعةً بالسخامْ
وأرى الأفقَ
أغبرَ
مشتعلاً
بدمِ اللوزِ... والجوزِ
ثمةَ مَنْ يذبح الآن
في ذروةِ الذلِ
سِربَ الحمامْ
***
قلِقٌ...
لغدٍ لا يُرامْ
قلِقٌ...
للنوارسِ تبحثُ عن شاطئٍ
نشفَ البحرُ
أينَ تُولي النوارسُ
وجهتها إذ تُهاجرُ..؟
هل ثَمَّ بحرٌ جديدٌ
بعيد الظلامْ..؟!
وهل ثَمَّ..
شعرٌ.. ونثرٌ
ووصلٌ.. وهجرٌ
ونخلٌ.. وتمرٌ...؟!
وهل ثمَّ
أمٌ.. وأختٌ
ودربٌ.. وبيتٌ
وعيشٌ.. وموتٌ..؟!
وهل ثمَّ
مّنْ يُرتجى
في الأنامْ..؟!
كلامٌ
كلامْ
وماثمَّ
إلا الكلامْ