كلماتٌ
تمتدُ من الوجعِ الغارقِ
في أوردتي
وتحيلُ الصمتَ الموغلَ فيَّ
أناشيداً يملؤها النسيانُ
صُراخاً تلهبهُ النيرانُ
ووجداً تحرقهُ الأحزانُ..
وليلاً يمتدُ طويلاً
حيثُ الأنجمُ ساهرةٌ
والقمرُ المتعبُ
يسحبُ آخرَ خصلاتِ الضوءِ
عن الأوجه والأحبابِ
وعمراً ضيّعه النأي المتواصلُ
عن أرضٍ مفعمةٍ بالنخلِ
وبالطيبةِ والظلمِ المتأصل
من زمنٍ أغفلهُ التاريخُ
ونام على أسطره السيّافُ
وما زالت دقاتُ عقاربه
تتماوج بين اللحظةِ واللحظةِ
لا تعبر ساعتها
وأنا مشتعلٌ بالشوقِ
إلى نخلتنا
والرطب المتساقط منها
أحلمُ كلَّ مساءٍ
بالسعفِ
يظللني بضفائره
ويعيد على أرجوحة بيتي
أغنيةً عذبني الشوقُ إليها
واللحنُ الصاعدُ
من حنجرةٍ تحترف الحزنَ
تردده ليل نهارْ
يصعدُ حيثُ وجيبُ القلبِ
وحيث الآسُ
وأمي
وبقايا الأشعار
أمسكُ أحلى ساعات العمرِ
أسائلها
عن كرتي..
عن كُتُبي..
عن صحبي
عن شارعنا المظلمِ
عن زقزقةِ الأطفالِ
عن اللَعِبِ الغارقِ في الأسرار
يا أحلى ساعات العمرِ
أنا منتظرٌ
كبرَ الأطفالُ هنا
في المنفى
لا وطنٌ.. أو بيتٌ
لا أملكُ حتى \"أجوبةً\"
لا أملك إلاّ الدمعَ \"جواباً\"
حين يمرون على ذاكرتي
أسئلة تعبقُ بالوجدِ
عن الوطن النائي..
والأهل..
وأمي
عن مدرستي ..
والكشافةِ
والأسماء الأخرى
أبصرُ في الضحكات
بصيصاً يحملني
ويعيد تراكيبَ الأسئلة الحيرى
والأحزانْ
أغمضُ عيني باصرتي
كي تغرقَ في النسيانْ
وأقولُ لقلبٍ
شيّعهُ الأرقُ المعتكرُ الألوان
أقولُ لأطفالي
والضحكات تزقزقُ
ما بين الأسنان
لا أملكُ \"أجوبةً\"
كنا في وطنٍ
والوطنُ الآن
يكبّلهُ السجانْ
كنا في وطنٍ
والوطنُ الآن
تحاصرهُ الأحزانْ
تشمخُ في قبضةِ أصغرهم
صورةُ تلك الأيامِ
الممتدةِ في الوجدانْ
أُغرقُ أحزاني
عاشرةً
في الأحزان