يا واهباً عمري
تعاويذَ التشردِ والبكاءِ
مدى الزمانْ
يا زارعاً في النفسِ
آهاتٍ كبيراتٍ
وشوقاً...
للنخيلِ.. وللجِنانْ
يا خطويَ المزروعَ في الطرقاتِ
أحصدهُ..
متاهاتٍ وليلاً
لا يُفيقُ له صباحٌ
أو تلوحُ على المدى
ممن أحبُّ
مدامعٌ... أو مقلتان
يا أيها العمرُ الشتيتُ
تقيئهُ الأيامُ والساعاتُ
والمنفى المخضب بالبكاء
وتستبي نظراتهِ
ظُلَمُ المكانْ
***
ها أنتَ والمنفى
وكلُّ الراحلينَ
على دمي
تتجمعونَ
وفي دمي
أرقُ السنين
وضيعةُ النخلِ الحزينِ
ووردتان
إحداهما أمي
وقد صبغَ الفراقُ حياتها
موتاً
وأرقَّ قبرها المسكينَ
غربتنا...
وأوهام اللقاءِ
ووردةٌ أخرى
معبأة الحنين
للشاطئ المسحور
يحضنُ خوفهُ..
والنخلَ
والأولاد إذ يتقافزون
\"يشيلهم\"(1) مرُّ النسيمِ
وترقبُ الخطواتِ
والألعابَ
في الأفق البعيدِ
سحابتانْ
***
يا واهباً عمري
شجاه المستفيضَ
بكل أرضٍ
يا مدائن طفلي الباكي \"أنا\"
ضيّعت ألعابي
وضاعتْ من يديَّ
دفاتر الرسمِ الجميلةُ
والحروفُ
و\"طوبتي\"(2)
من أين أرجعُ
للترابِ البكرِ..؟!
أحضنهُ..
أشمُ أريجهُ الدامي
وأصبغ ضيعتي بنداهُ
ألقطُ ما تساقطَ
من زهورِ \"الطلعِ\"
أملأ جيبَ أحلامي
برائحة تفوحُ
وبعضَ أوهامي
هنا.. يا ليلُ
كانَ الطينُ أجملَ
من شموسِ الأرضِ
أحلى من غرامي
يا واهباً عمري
مدى الأيامِ
ذكراكَ الحبيبةَ
والتعاويذَ التي أشفي بها
فيضَ السقامِ
يا أنتَ.. يا وطني
الملفعَ بالهمومِ
وبالردى..
والشوق نحملهُ
فيضنينا الضياعُ المستفيضُ
وتكبرُ اللهفاتُ
والآهاتُ
والليلُ الطويلُ
وواهبُ الأعمارِ
يبقى
في الزمان
وفي المكانِ..
وفي الجَنانِ