1
البرقُ يتبعهُ المطرْ
والشمسُ قاهرةُ السحابْ
وعيون من رحلوا عن الأوطانِ...
تحيا في عذابْ
والعاشقُ المنفيُّ...
يبحثُ عن حبيبتهِ،..
يُفتشُ عن ضفائرها بأكوام الترابْ
هذا دمي..
ماذا تبقى من دمي..؟
وأنا المحاصرُ بالشظايا والبنادقِ والحرابْ
قلبي على شباككِ المكسورِ عصفورٌ..
يرفرفُ في المرايا والزوايا والشوارعِ والهضابْ
قلبي على شباككِ المكسورِ موالٌ..
يرددهُ المهاجرُ في هوى الأحبابْ
البرقُ يتبعهُ المطرْ
والشمسُ قاهرةُ السحابْ
وعيونكِ الخضراءُ تحملني،..
وتسقيني مُدام الحبِّ في أحلى شرابْ.
***
2
شدّي الحزام على إزاري،...
وتوقعي مني الهوى،..
وتوقعي ناري
إنّي الفتى المشتاقُ يا أمي...
أتيتكِ حاملاً حتفي على كفي...
أتيتكِ رافضاً ذلّي وعاري
فتقبلي مني الهوى واستبشري
بغدٍ جميلٍ رائعٍ...
يا قبلة الأحبابِ والسمّارِ
لا تسأليني من أكونُ،..
وكيف جئتُ،..
وأين أسفاري
إنّي الفتى المشتاقُ..
صدركِ جنتي،..
وهواكِ داري
أستحلف الأشواق في عينيكِ مرضعتي..
خذيني جدولاً في نهركِ الجاري..
خذيني عاشقاً...
يحدوهُ شوقٌ طافحٌ للانتحارِ
وتوسدي قلبي الشهيد وهللي...
ثم اهتفي في عزةٍ وفخارِ
هذا الفتى..
من بعض ثّواري.
***
3
من جوعِ الجوعِ أتينا...
من قهرِ القهرِ
من أنقاض الموتِ ظهرنا،..
وهتفنا للثأرِ
علّمنا الليلُ بأنّا...
ميلادُ الفجرِ
هذي الأرضُ لنا،..
ولنا فيها الليمونُ
هذي الأرضُ لنا،..
ولنا فيها الزيتونُ
ولنا فيها رابيةٌ،..
وحديثٌ وشجونُ
هذي الأرضُ لنا..
لن نتراجع عنها أبداً لن نخنعْ
هذي الأرضُ لنا..
لن نستسلم أبداً لن نركعْ
باقون هنا في خندقنا..
تعرفنا كلّ عصافير الفجرِ
باقون هنا في خندقنا..
حتى يعلن ميلاد النصرِ.
***
4
ما زلت صغيري..
مرتدياً حلّتكَ الحمراء
تحملُ سيفكَ..
تركبُ فوق حصانكِ..
متّجهاً نحو الشمس
تعرفُ كيف تقاتل حزن الأيامْ
تعرفُ كيف تقاومُ وجه الطغيانْ
فرحٌ..
فرحٌ أنت بكلِّ مكانٍ،..
ولكلِّ زمانْ
يا من كنت...
ليكون الإنسانْ