ـ 1 ـ
لم يكن برقها صدفةً..
حين أشعلت صبحها في دمهْ،..
وأشعلتهُ حتى البكاءْ..
ـ 2 ـ
كانت عذبةً ويانعةً...
تتفتحُ
حين باغتها ذات ليلٍ...
على شرفةٍ من دمه..
تسرقُ القمرْ.
ـ 3 ـ
يا امرأة...!!
لا تسرقي قمري..
دعيه ينوسُ على مفرق الغيابْ
دعيه معلّقاً...
بين عينيكِ والمجهولْ
يا امرأة...!!
غابت في الرحيلْ
كان على ضفةِ الليلِ وحدهُ...
يبكي قمرهُ المكسورْ
ـ 4 ـ
أرحني...
آخر ما قالتهُ لهُ....
وهو يُعدُّ العدة لاحتضان الأفقْ
تركتهُ معلّقاً...
ينوسُ بينها،..
وبين احتراقِ الحروفِ...
يُغني امرأةً من ياسمينْ
ويبكي ربيع العمرِ الذي...
لن يجيء
كان مساءً حزيناً وموحشاً،...
وكان الغد انتظار الأملْ.
ـ 5 ـ
منذ ألف عامٍ،..
والجراحُ تتقيأُ دمها الأخضرْ
وهماً كان،..
ومازال يتقلدُ سيفاً من خشبْ
هو دونكشوت الزمنِ الأخيرِ،..
وخام هذا الخرابْ
نسي اسمهُ ذات مساءٍ حزينٍ...
بين شفتيها...
قبل أن تهجرهُ،......
وترحلْ.
ـ 6 ـ
تستيقظُ ذاكرة الكلام
وتبدأ رحلة اللهاث
المقصلةُ تقتلُ الكلمات التي..
لا صوت لها
***
-7-
أهداها تميمتهُ...
لتستعين بها على وجعِ السنينِ،..
وعلى القادمِ...
من ليل الأزقةِ والمواخير
باعوا دمهُ بثمنٍ بخسٍ...
للقادمين من الزمنِ المستحيلْ
رحلتْ
وتميمتهُ معها،..
ومعها كلَّ المتبقي من طفولتهِ،...
ونقائه الأولْ.
ـ 8 ـ
يا امرأة...!!
لا تتركيني مطفأً،..
وتأخذي مصباحي معكِ..
لا ترحلي إلى مدنِ اليأسِ والغياب
فتمتصك الأرصفةْ
يا امرأة...!!
أعيديني إلى طفولتي...
أعيديني لعينينِ نرجستينِ...
أتقرى فيهما زمني الأخيرْ
أعيدي لي تميمتي...
أستعين بها على يديكِ...
أنْ تكسرانِ قلبي ألفَ قطعةٍ..
كلَّ مغيبْ...
***
ـ 9 ـ
أُراهنُ عليكِ،...
وأعلمُ مسبقاً...
بأنّي سأخسرُ الرهانْ
أملكُ القرارَ فيكِ،..
ولا أتخذُ القرارْ
أراك حقيقةً أمامي،..
وبيديَّ...
أجوبُ آفاقكِ الشاسعاتْ
أُغطّي جسدكِ الغضَ بجفوني
وفي الصباح..
أُطبقُ طرفي....
كي لا تجرح عريكِ عيوني.
ـ 10 ـ
أُحبُّكِ...
أقسمتُ لعينيكِ بذلكِ..
اسأليهما..
إن كانتا تتذكران
كنتُ أخافُ عليهما،..
وأنا أجتاز الخط الفاصل...
بين العقلِ وبين الجنونْ
في زمنٍ أنتِ فيه ضعيفةٌ،...
وأنا فيه مقهورٌ ومهزومْ
إنَّ زمناً يغتالُ الفرح...
لا يمكن أن يكون زمننا،..
أرضاً لا تسكنها العصافير،...
والطيورُ الجميلة..
لا يمكن أن تكون أرضنا...
يداكِ...
تحوّطانِ فمي...
فلا أستطيع الكلامْ
وعيناكِ نافذتانِ مشرّعتانِ..
نحو المجهول الذي أُحبّ
وتصرّين على مصادرةِ الوهجِ...
المتصاعدِ من قلبينا....
إلى الزمنِ الأخيرْ.
ـ 11 ـ
هي النارُ...
سيدةُ هذا الجنونْ
هو الجنونُ...
سيدُ هذا الاحتراقْ
وأنتِ معي..
أنّى اتّجهتُ..
تسكنينِ قهري..
تسكنينِ المتبقي من فرحي،..
تلمين حزني،..
وتحضنين تمزقي..
لا حيلة لي سوى عينيكِ..
هما شرعيتي..
أستعينُ بهما على الزمنِ المستحيلْ
هذا عامٌ بلا شتاءْ
شتاءٌ باردٌ هذا العام
وأنتِ لستِ معي..
حباتُ المطرٍ تغسلُ الطرقات،...
والنوافذَ والأرصفةْ
والأرضُ تستعدُ..
لاستقبالِ زائرها المطرْ
من زمانٍ قديمٍ تعارفا...
كانَ....
يغسلُ عن جبهتها غبار التعبْ
إنهما يستعدانِ لكرنفالِ الحياةِ،...
وأنتِ..، لستِ معي
نحنُ غريبانِ تائهانِ..
خطّانِ متوازيانِ لا يلتقيان
أسافر إليكِ،...
ويقيدني المكانْ
أُناديكِ...!
فيرتدُ الصدى
أخافُ أن تأكلكِ المدنُ التي...
أكلت سواكِ
فيا سيدة المحار،..
ونجمة هذا النشيدْ
من يفهم سفر عينيكِ سواي...
من يفهم أنكِ غمامة صيفٍ،..
وموجة عطرٍ،...
وإغفاءة زيزفونْ
أخافُ عليكِ وجميع من حولكِ..
لا يتقنون لغة العصافير
أيتها المستحيلة...!!
أيتها القريبة البعيدة..!!
أحبّكِ..
فظلي كما أنتِ..
وهماً جميلاً تداعبهُ الظنون
وأنا../ سأبقى كما أنا..
عابر سبيل