ـ 1 ـ
مساءُ الرؤى...
ذاك بحرٌ من اللازوردِ...
أوشّيهِ شالاً..
لعينينِ أغنيتينِ...
تقيمانِ هذا المساءَ على شرفةٍ...
من دمي ساقطةْ
بنيتُ لكِ القلبَ....
أُرجوحةً من فضاءٍ شفيفٍ...
تزورين كلَّ مساءٍ دمي..
ثم تمضين تاركةً..
كلَّ هذا الحنينْ
لنفتتح الحبَّ...
فالساهرون مضوا،..
والطريقُ إلى البحرِ رائعةٌ...
تحتفي بالحضورْ
بنيتُ لكِ القلبَ...
لا تتركيني..
على شاطئ الليلِ وحدي..
أنا قلتُ...
بحراً من اللازوردِ..
يسيّجهُ الياسمينْ
وثمّة وقتٌ...
لنسقط كالظلِ فوق الكلامِ،..
ونعبر جسر الدموعْ
وثمّة وقتٌ..
لنقرأ..
سفر السقوطِ الجميلِ،
وندخل هذي المتاهة...
دون رجوعْ
ويمضي الذي راودتهُ المنون
ليعبر...
يتلو البداية سفراً أخيراً....
لكلِّ المواسمِ...
ثمَّ يعود مع العائدينْ
يلوّحُ للعارفينِ بعلمِ الكلامِ،...
وزيف الفصاحةِ....
ينشدُ هذا العويل...
ابتهالاً مهيناً..
لكلِّ الذنوبِ الجميلةِ تصحو...
توشّي البيان..
بأشيائها المترفاتِ،..
ويُنكرها العارفونْ
أنا قلتُ..
بحراً من اللازوردِ...
مهيضُ الجناحِ...
شقيٌّ...
تُراودهُ صرخةٌ في مدى الروحِ..
تغزلُ شالاً...
لسيدةِ الفلِّ والياسمينْ
تُعِدُ الحديقة كي تشتريني
بأُغنيّةٍ...
من فضاء يديها،..
وبعض الحنينْ
أُلوّحُ...
للعارفين بحالِ القلوبِ...
ألا من يعيد الذي كان...
إنَّ الزمانَ عصيٌّ،..
وهذي المتاهة..
أكبر من موتنا،...
واليقينْ.
زمانٌ عصيٌّ،...
ولستِ معي...
ذاهلٌ في الطريقِ التي...
لم تعد غير ذكرى،....
وأسألُ...
هل غادر القلبُ،..
أَمْ
غادرتني يداكِ..؟
أقولُ...
يموتُ المغني،..
ويبقى الغناءْ
وتمضي القصيدةُ..
دون دمي..
كي يظل البكاءْ
لم أكنْ سعفةً...
حين دارت رحى الكأسِ...
بين يديها...
سمعتُ يديها...
تجوسانِ قطراً نديّاً
من اللازوردِ
فكنتُ الذي لا يباحْ
على زندها البابلي...
يعلقني ياسمين السياجْ
دعي الجرح ينزفُ...
لا تُشعلي النار فوق الهشيمِ
فهذي المتاهةُ..
أكبر من موتنا،..
والسنينْ.
سلاماً ...
سلاماً لكلِّ الذي راحَ
كلَّ الذي..
لم تقله يدانا
سلاماً...
لعينيكِ كلَّ مساءٍ...
تزورانِ قلبي
تذيبانِ هذا الجليد
سلاماً..
لكلِّ المواعيدِ...
تأتي إلى شرفةِ القلبِ..
تُلقي التحيةَ....
ثمَّ...
تغيبُ مع الغائبينْ
أنا قلتُ...
بحراً من اللازوردِ...
لعينينِ أغنيتينِ...
يجيءُ،..
وخلف رؤاهُ الحزينةُ
تأتي القصيدةُ مخزونةً
يستطيلُ الكلامُ..
فأكتمُ صوت انكساري،..
وقلبي...
على ضفةِ الشوقِ يبكي التي...
أوغلت في الرحيلْ
سلاماً،...
سلاماً وأنتِ معي...
تمنحين القصيدة نبضاً،..
وتهدين للروحِ أغنيةً...
أبدعتها يداكِ،...
وضيّعتُها في الزمانِ الضنينْ
سلاماً،..
سلاماً،..
ولستِ معي..
يراودني الموتُ دونكِ..
لا أستطيعكِ بعداً...
أُحاولُ موتاً...
فتهمي الحروفُ مكلّلةً...
بالذي تعرفينْ
سلاماً،...
سلاماً...
لهذا الأنينْ.
ـ 2 ـ
دمٌ...
للصباحِ الأخيرِ...
على شرفةِ الوردِ
وردٌ إليها...
تجيءُ مطرّزةً...
بالمواعيدِ والأسئلةْ
بكاءٌ أخيرٌ...
على راحتيها
فضاءٌ
لأغنية الليلِ تأتي...
مضرجةً بالعويلْ
دمٌ...
للطريقِ التي باعدتنا،..
وألقت بكلِّ المواثيقِ...
في حضرةِ النارِ..
لم أكتشف سرّها..
كنتُ...
ألقي المساءَ...
على غابةِ الأقحوانِ...
فلم تنتبه غابتي...
لفضاءِ يديّ
تجيءُ المواعيدُ طرّاً،..
وأغنيتي لا تجيء
أنا الولدُ البكرُ..
من يشتريني،..
ويُطلقُ روحي...
لمن عمّدتني زماناً...
بعشرٍ وصايا،...
وعينينِ نرجستينْ
أنا الولدُ البكرُ..
باعوا دمي...
للقياصرةِ المترفينْ
تجيءُ المواعيدُ طرّاً،..
وليلاي منفاي...
تغزلُ شالاً...
بحجم اغترابي حزينْ
وداعاً،...
وقد حاصرتني يداكِ..
هي النارُ في عريها..
تستبدُ بقلبي،..
فأحنو عليها،..
ويحنو عليَّ التعبْ
أُناديكِ سهواً،..
وألثغُ باسمكِ...
حين..
تجيءُ النوارسُ فجراً،...
ووجهُ الخضمِِ...
انتظارٌ رجيمْ
على شرفةِ القحطِ ألقاكِ...
أذرفُ قلبي على راحتيكِ..
رصاصاً غريباً،...
وأسألُ..
عن مقلتينِ...
تُعيدانِ ترتيب هذا الهشيمْ
إلى قِبْلَتينِ...
دمي يرحلُ الآنَ...
مختصراً...
رقعة الأرضِ..
يرفو القفار...
بدمعٍ وطينْ