لماذا تأخّرْتَ يا قمري المستحيلْ..؟!
تأخّرْتَ عني كثيراً
ولم أتوقّعْ غيابَكَ.
هذا الظلامُ يدسُّ الخرافاتِ في كهفِ عمري،
ويُقرِئني لغةً من طحين الخرابْ.
أمدُّ البساتينَ بالشوقِ نحوكَ
يا أيّها المتكسّرُ فيَّ
أنا والشّظايا سواءْ،
نلمّ عن الشفتينِ الكلامَ المبعثَرَ
والأغنياتِ القتيلةَ،
نحرسُ نومَ الحبيبةِ،
.. يا أيّها القمرُ الحلْوُ
خذ أوّلَ الكلماتِ إليها
وخذ آخرَ الكلماتِ إليها
وخذ كلّ عمري،
أنا باقةٌ من دمِ الفجرِ
أولدُ بين يديها.
***
تأخّرْتَ ياقمري
كم وعودٍ نسجتُ فساتينَها
من عطورك يا قمري المستحيلْ!
تأخَّرْتَ عنّا
وغيَّبْتَنا في مداك الطويل الطويـ.. ..ـلْ!
لماذا تركْتَ وراءَكَ عمري..؟
ألستُ الشَّقيَّ بحبِّكَ
أعلمُ جرحَ الصّدودِ
وتُتقِنُ عجزَ القبولْ..!؟
أُسائِلُ عنكَ السّماءَ.. المنافي..
الطريقَ إلى البحر والبرتقال.
ووَجْهَ الحكايا
ودمعَ الصبايا
وصمتَ الحقولْ!
***
أُسائلُ عنكَ الطيورَ التي هرّبَتْ نصفَ قلبي
أفتّشُ عن صمتكَ الـ من زمانٍ
يُفتّتُ عمري،
ويُلحقُني بالنوايا الخبيئةِ في آخرِ النّهرِ،
ماذا فعلتُ..
وماذا سأقطف من شجر الخوفِ!!
هل أنتَ وحدَكَ مثليَ..؟
هذا \"الأنا\"
لا يجيدُ سوى أن يعاتبَ صمتَكَ
يا حُلُمَ الكلِّ
ياطعمَ خبزي
ويا قبَّةً من دموع القرنفلِ فوق السّفوحِ
ويا سقفَ روحي!
***
أُفتِّشُ عنكَ
وأعلمُ أني بلا زيزفون حضوركَ
لا أستطيعُ الحياةَ
ولا أستطيع القرارْ.
سأتركُ روحي مُعَلَّقةً
خَلْفَ بابِ غيابكَ
حتّى تجيءَ المساءاتُ
مثقلةً بحليبِ النّهارْ.