إنَّ الحياةَ جميلةٌ
لكنَّ زينبَ لن تعودْ
ياليتها انتظرتْ قليلاً..
قبل أن تَعِدَ الرعودْ
فلربّما ضحكتْ لنا
أمواجُ هاتيكَ القيودْ
ماذا أقولُ لعاذلي
إنْ صارتِ الأحلامُ بيدْ؟
أوَ ما ترى الأحزانَ
تُسكبُ في دمي
من غير عيدْ!
هذا بكائي
لا يرى إلاَّ الحقائقَ في الحديدْ
إلاّ ارتجاف يَدَيْنِ
تختزنانِ أوجاعَ القصيدْ
إلاَّ غيابَ حبيبتي
في وحشة الوادي البعيدْ
إلاّ اخضرار خسارتي
في ظلّ مملكة الوجودْ
في رحلةٍ ملتاعةٍ
تقتاتُ أزهارَ اللحودْ،
اليوم تكتمل المسافةُ
بين عشقيَ والسّدودْ
واليومَ تشتبكُ الحرائقُ
عند موتي بالجليدْ؛
ماكان يلتحفُ الكلامُ
بما أحبُّ
وما أريدْ
إلاَّ بما اكتملتْ
بروحي كلُّ آهاتِ النشيدْ
إلاَّ بما جادتْ
عيونُ الزهرِ من حُلُمٍ وطيدْ
أنا لاأُلملمُ حسرتي
أو ما يبعثِرُهُ البريدْ
وجعي يُعانِقُ
بُعْدَكِ المخبوءَ في شَفَقٍ شريدْ
يشتاقُ دوماً للبُكا
ولنغمةِ الصبحِ الفقيدْ
ويشدُّ صوتَ غيابِكِ المسجونَ
في صَخَبِ الرّعودْ
مازلتُ محتفلاً بحزني
بين أشواك الوعودْ
مازلتُ مختلطاً بذاتي
بين طيَّاتِ الرّكودْ
مازلتُ أرتكبُ القصائدَ
كي أظلَّ بلا حدودْ،
صبَّاً تفتَّقَ
عمريَ المربوطُ في حبلِ الوجودْ
وتكسَّرَ الوهجُ الجديدُ
كفجر خافقيَ العتيدْ؛
إني يُشتِّلُني الأسى
ويظلُّ يسلبني النشيدْ
إنْ كنتُ
أحسبُني صدى
أو شهقة البُعدِ الشّديدْ،
فلأنَّ قلبي
لا يرى في دفترِ الفرحِ البعيدْ
غيرَ المرارةِ والجوى
وسلافةَ الغرقِ الأكيدْ
ولأنَّ عشقي
يحتمي بخرائبِ القلقِ الشريدْ.
أشتاقُ للألمِ الذي
سيُعيدُ لي جَلَدي الفقيدْ،
مابين قلبي والمدى
عصفورةُ الفَقْدِ العنيدْ
ياليتها تجدُ النّدى
لتلمَّ وهجي من جديدْ
وتلفّني بورودها
وتسود في مُدنِ الوريدْ.
هذا غيابُ الفجرِ
يفتحُ جرحَهُ كي لا يسودْ
تعدو به خيلُ النّوى
لا لن يعودَ ولن يعودْ
فهو الذبيحُ بلا دمٍ
وأنا الظلالُ بلا وجودْ.