الشاعر العربي || هروب من شقة الجسد



الشعراء حسب الحروف أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

القصائد حسب الحروف أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

القصائد حسب القافية أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي
   

 

  منير محمّد خلف

الشاعر :

 تفعيلة

القصيدة :

44868

رقم القصيدة :


::: هروب من شقة الجسد  :::


مرَّةً..‏


قال لي صاحبي:‏


مِنْ هنا لا تمرَّ..!‏


المناديلُ مغبرَّةٌ بالبكاءِ‏


الشوارعُ ملتفّةٌ حول بعض النساءِ‏


اللواتي نسجْنَ من الفجر قاماتِ حزنٍ‏


يزخرِفْنَ أحلامَنا بصقيعِ الجهاتِ.‏


..حماماتُنا فوق سطحٍ غريبِ الصباحاتِ.‏


.. تنغرسُ المرحباتُ‏


بطينِ الفراقِ‏


وتنقرضُ الأغنياتُ على آخرِ الفرحِ‏


المتورّطِ في عشقنا الآدميِّ‏


..أنا..!‏


يا أنا..!‏


هل تَرى غيرَكَ اليومَ يبكي‏


على جثّةِ الوردِ،‏


يفتحُ نافذةً لطيور الغيابْ؟‏


هل أنا واحدٌ لا رفيقْ..؟‏


أم أنا شرفةٌ‏


تتوزّعُ بين شبابيكِ موتٍ..حريقْ..؟‏


أَمْ لنا أنْ نُدخِّنَ أحزاننا‏


أو نغادرَ أحلامنا‏


كي نشتِّلَ في آخر العمرِ زهرَ بداياتنا‏


ونكسِّرَ أغلالَ مَنْ ربطونا بصخرِ النّواحْ.‏


إننا نملك الماءَ والطينَ‏


نفتحُ أبراجنا للحمامِ،‏


نُعلِّبُ أدمغةً‏


قد تكلَّسَ فوقَ سطوحِ قبائلها‏


سُلَّمُ العاطفَهْ‏


ثُمَّ نُطلِقُ أطيارَ صرختنا،‏


ونحاربُ مَنْ لا يحارب أكفانَهُ السُّودَ،‏


نُغلِقُ باب الفضاءِ‏


أمامَ ادّعاءاتهمْ وخرافاتهمْ وأقاويلهمْ‏


ثم نُشعِلُ في قاعِ أحلامهمْ‏


حَطَبَ الذكرياتِ‏


ودنياهمُ الزائفَهْ.‏


***‏


إنّنا إنّهم..‏


إنهم يحملونَ توابيت أحزانهم،‏


يخرجونَ من الموتِ،‏


قاماتُهم من دخانٍ‏


تعرَّى من الأفقِ.‏


لا يتركونَ أناشيد غربتهم‏


عند أيٍّ من العتباتْ.‏


ربّما خانني بعضُهم.‏


ربّما تُعلنُ الأرضُ توبتَها.‏


ثم تُبكي قرنفلةَ النّهرِ.‏


..نارُ القصيدةِ‏


لم تُشْعِلِ الماءَ في ركبةِ الموجِ‏


لم يعرفِ الراحلونَ طريقَ دمي‏


ونشيدَ عصافيره الخائفَهْ‏


كنتُ طفلاً‏


(يرى مايريدُ)‏


ويقطفُ ممّا يراهُ ثمار التّعبْ.‏


ليس عندي من الموت حتّى أموتَ‏


أسدِّدَ فاتورةَ الجرحِ‏


لكنَّ عندي من الحزن‏


مايجعل القلبَ‏


نافورةً من خيول البكاءْ.‏


***‏


ارأفي بالطيور‏


التي رفعتْ أُفقَها عن حقول دمي،‏


ارأفي بي،‏


.. أنا أرضُكِ الـ تشتهي غيمةَ الضوءِ‏


كي تسكبي صوتَكِ الحُلْوَ‏


في شهقاتي الجريحةِ‏


في زيزفوني القتيلِ‏


على جثّةِ الأرضِ والكائناتْ.‏


***‏


صادري الهمَّ!..‏


هذي حدودُ يديَّ‏


ملطّخةٌ بالرحيلِ.‏


.. انزعي من شقوقِ دمي شوكَ يأسٍ.‏


تحاصرُهُ دمعةُ الرّيحِ‏


كم تتحجّر في مقلةِ الوردِ!‏


لا أشتهي غيرَكِ اليومَ..‏


يا اااااااهْ..!‏


كم تكون التشابيهُ أقزام من ورقٍ‏


عند باب حضوركِ‏


يارحلتي.. ياحنيني‏


ويا زهرَ حسرتيَ النازفَهْ!!‏


***‏


أَملي أنْ تصيرَ يداكِ يَدِيْ‏


ثمّ تصبحَ كلّ الأصابعِ‏


داليةً تسترُ القلبَ‏


ممّا تُعاني البلادُ‏


وممّا أعاني أنا‏


من قساوة هذي المدينةِ والناسِ‏


والكلّ في كلِّهم‏


محضُ عارٍ،‏


وخطْواتُهم نحو نهرِ الحياةِ‏


تظلُّ مقيّدةً واقفَهْ.‏


حُلُمي أنتِ‏


يا كلَّ آماليَ الطالعاتِ‏


من الشرقِ والغربِ‏


والغربِ والشرقِ‏


والجهة المستحيلةِ‏


من كلّ أطرافِ عمري،‏


ومن جهةٍ جهلَتْها القوانينُ،‏


لم يكتشفْها سوى العاشقينَ‏


الذين رأوا مارَوَتْهُ البلادُ‏


من الليلِ والويلِ‏


والرحلةِ التالفَهْ.‏


***‏


قال لي صاحبي:..‏


ومضى..‏


صاحبي أخذوه بصمتٍ من البيتِ‏


صاروا يصبّونَ فوقَ يديهِ جحيمَ السّؤالِ‏


ومازال مثلي‏


يُلقِّنُ نزْفَ أصابعِهِ: أنّهُ خضرةٌ‏


لفساتين هذي البلادْ،‏


سُكَّرٌ في حقائبِ أطفالها.‏


ينحني في خشوعٍ.‏


أمام قداسةِ أنهارِها،‏


يتشيَّأُ في نفسهِ‏


ثم يخنقُ فينا هبوبَ الأرقْ.‏


***‏


أقفلتْ وردتي صوتَها،‏


ودمي راحَ يُطفِئُ أفراحَهُ؛‏


صاحبي صار مثلي‏


يُقشِّرُ أشواقَهُ المُحرقاتِ.‏


.. أنا كنتُهُ،‏


كان يمشي.‏


وكنتُ الطريقَ،‏


.. أنا ضيَّعتني المنافي‏


وصادَرَني اليأسُ.‏


حطَّتْ على كتفِ الرّوحِ‏


قبَّرَةٌ من صراخٍ.‏


..توضَّح كلُّ الذي بيننا،‏


حنَّطَ الحزنَ فينا‏


وغيَّبنا اليأسُ‏


في بركةٍ من غَسَقْ،‏


سرقَ الماءَ والطّينِ‏


من شفةِ الماءِ والطينِ‏


ثمّ انطلقْ.‏

 

 

 

القصيدة التالية

 

القصيدة السابقة

 
 

 

أضف تصويتك للقصيدة :

   

 

 

 

 
     طباعة القصيدة  
     إهداء لصديق
  

  أعلم عن خلل

     أضف للمفضلة
إحصائيات القصيدة
 175 عدد القراءات
 0 عدد مرات الاستماع
 0 عدد التحميلات
  2.4 �� 5 نتائج التقييم
     
     استماع للقصيدة
  

  تحميل القصيدة

     قصيدة أخرى للشاعر
   

 أضف قصيدة مماثلة






 

 الشعراء الأكثر قصائد

 
عدد القصائد الشاعر
 ابن الرومي  2129
 أبوالعلاء المعري  2068
 ابن نباتة المصري  1532
 

 الشعراء الأكثر زيارةً

 
عدد الزيارات الشاعر
ابن الرومي  71380
أبوالعلاء المعري  63788
ابن الأبار القضاعي  49461
 

القصائد الأكثر قراءةً

 
عدد القراءات القصيدة
هو الشِّع  1575
لن أعودَ  1457
مقهى للبك  1384
 

شعراء العراق والشام

شعراء مصر والسودان

شعراء الجزيرة العربية

شعراء المغرب العربي

شعراء العصر الإسلامي

شعراء العصر الجاهلي

شعراء العصر العباسي

شعراء العصر الأندلسي


أضف قصيدتك في موقعنا الآن

استعرض قصائد الزوار

 

البحث عن قصيدة

 

فصحي عامية غير مهم

الشاعر

القافية
 
 

البحث عن شاعر
 

أول حرف من اسمه

اسم القسم
 
 
 
 
 

إحصائيات ديوان الشعر

 

47482

عدد القصائد

501

عدد الشعراء

3519439

عــدد الــــزوار

5

  المتواجدين حالياُ
 
 
   
الشاعر العربي :: اتصل بنا