تَكَفّأَ مِنْكَ الوقْتُ،
واحترقَ الغُصْنُ
وأَوْرَقَ في أحْلى نوافذكَ الحُزْنُ
كمِ اصْطَخَبَتْ
فيكَ الوجوهُ شَراسَةً،
وأوْشَكَ أنْ يَنْهارَ
في فَمِكَ اللّحْنُ
ومَرّتْ بكَ الأسماءُ
مَخدوشةَ الرّؤى،
فأيْنَعَ عِشْقٌ فيكَ
لمْ يَحْوِهِ كَوْنُ
تآخَتْ بكَ الأنهارُ
ذاتَ ظهيرةٍ،
وما زالَ في كَفّيْكَ
مِنْ مائِها يُمْنُ
تُرَتّلُ أسْماءَ النخيلِ،
وتَحتسي خُموراً عِتاقاً
لمْ يُبَشِّرْ بها دَنُّ
وتَنْدَسُّ في دَرْبِ الرّياحِ،
وتَنتمي لطيرٍ شريدٍ
لا يُلَمْلِمُهُ وَكْنُ
تَجوبُ صَحارى الأبجديةِ
هائماً،
تُفَتِّشُ عَنْ حَرْفٍ
على موتِهِ يحْنو
فيا شاعراً،
لمْ يقترِفْ غَيْرَ حُزْنِهِ،
وفي شَفَتَيْهِ
ألفُ مَرْثِيّةٍ تَرْنو
لقدْ غادرَتْ
فيكَ العصافيرُ صَيْفَها،
وأَشْرَقَ فيكَ الموتُ
وازدهَرَ السجْنُ
وأوغَلَ في الأُفْقِ الغيابُ
فَداحةً،
فلا نورسٌ يأتي،
ولا نخلةٌ تَدْنو