سيرجِعُ
هكذا قالتْ لهُ الأنهارْ
وتتّكِئُ السنابلُ مَرَّتَينِ
على شُقوقِ البابِ
فانتظريهِ،
كمْ دارتْ بهِ الدنيا،
ولكنَّ الشراعَ بكفِّهِ ما دارْ
سيُلقي في الشبابيكِ الأليفةِ
عُرْيَ فرحتِهِ،
وأكداساً من الأيامِ
يجلِدُها الحنينُ بعطرِهِ الأزرقْ
على كَتِفَيْهِ مقبرةٌ؛
هَوَتْ في قاعِها الأسماءْ
وكركرةٌ رَمَتْها طفلةٌ
في مَوْجِ عينيها المَدى يَغرَقْ
سيرجعُ مثلَ عُشْبٍ راودَتْهُ النارْ
يُفرقِعُهُ الغروبُ
شراسةً سوداءْ
يحدِّقُ في الزوايا
لا يَرى غَيْرَ انحناءتِهِ،
يُعَبَّأُ بانخطافةِ وجهِهِ الباقي
على الأسوارْ
بهِ عَبَثُ الشِّراكِ،
وضَيعةُ العصفورِ
حينَ يهُبُّ مَسلوباً
يطاردُهُ الشتاءُ وجُرْحُهُ الأعمقْ |