في مُدُنٍ
يتداولُها الفُقْدانْ
تتعثَّرُ بالأيامِ المكسورةِ،
والمَوتى يكتشفون طفولتَهم
في الأكفانْ
كان هناكَ على رابيةٍ،
شيخٌ ضَوئيُّ اللهجةِ،
كالفجرِ الطالعِ مِنْ مرآةْ
لايملِكُ حتّى اسمَ فجيعتِهِ،
يَتعبَّدُ
في ظِلِّ اللثّغاتِ الأُولى،
ويقاتلُ بالحرفِ الأوَّلِ
في كلِّ الطرُقاتْ
تتسرَّبُ أوجاعُ القمحِ له
فيهدهدُها،
تتصلُ الأسلاكُ لتؤويهِ،
يهاجرُ مشطوراً
بالجوعِ الكَوْنيِّ
إلى امرأةٍ تتعرَّى،
يستعمِرُه الشوقُ،
يلُمُّ تُراثَ الأرضِ بمِعطفِهِ،
ويُؤبِّنُ
أشجاراً ستموتُ على دجلةَ،
جمرُ الأسفارِ بكفَّيهِ
توهَّجَ مِدفأةً للغرباءْ
وترابُ مَنافيهِ
تناثرَ مِنْ بينِ أصابعِ مَنْ دفنوهُ؛
وعادَ حروفَ هِجاءْ
يفتِنُه الشفقُ المَنسيُّ بنورسةٍ
تأتي،
تحمِلُ تحتَ جناحيها المغتربَيْنِ
هواءً من بغدادْ
وهوَ على قاعِ الوحشةِ تملؤهُ الجدرانْ
يرسُم أطفالاً لم يَرَهُمْ،
وعلى حزنِ يديهِ
تمرُّ جميعُ خطوطِ العَرْضِ،
وتحتكُّ بهِ كلُّ الأبعادْ
يرسُمُ داليةً
تحلُمُ بالأقداحِ،
ويرسُمُ حُزْمةَ أعيادْ
يجمَعُ بعضَ هشيمٍ لا تذروهُ الريحُ،
ويحفِرُ في الأرض
ليكشِفَ
عن آلافِ الرُّقُمِ الطينيَّةِ
تحت جدارِ السجنِ،
ويشهدَ أوَّلَ حزنٍ للإنسانْ