إلى ذكرى علي طالب
أطفأْتَني وعبرْتَ نجْما
في لحظةٍ
هي كلُّ هذا العمرِ والطينِ المُسمَّى
كنتَ اشتباكَ
الدمعِ والفرحِ المُخيفِ،
على غروبِ مدينةٍ
تلتفُّ بالأنهارِ والأسرارِ
والشجنِ المُضاعْ
يا مُثقلاً
بطفولةِ الأغصانِ،
لا تُسرعْ،
فقد صارَ انفلاتُ البحرِ شيئاً
لا يُفسِّرُه شِراعْ
***
قد قُلْتَ لي يوماً
وقدْ راحتْ نوارسُكَ الرسُولةُ
تستريحُ
على الضحى المَنسيِّ في القصّبِ:
لو مَرّةً ننسى
كمِ اختنقتْ أغانينا
بقافلةِ الرمادِ،
وكم بكينا
حينَ شاهدْنا احتفالَ النارِ بالكتُبِ
وسألْتَني قَلِقاً:
أتلْمَحُ في نِهاياتِ الفُؤوسِ
بِدايةَ الحَطبِ؟
***
لخرائطِ الوجعِ الجميلْ
لمساحةٍ في الصمتِ
لاتتهافتُ الكلماتُ فيها،
كنتُ مذهولاً
أُرمِّمُ وجهَكَ المحفورَ
في سعَفِ النخيلْ
وعلى ارتعاشِ الدمعِ
يأتي صوتُكَ الغَسَقيُّ
مأهولاً بجرحِ حمامةٍ،
حفِظتْ حكايتَنا ولم تشأِ الرحيلْ
قَسَماً-----
سأمنحُها برَغمِ الليلِ إسماً،
حين ينساها الهديلْ
***
مازلتُ أَذكُرُ
كيف باغتْنا أصابعَنا،
وألْقَينا النذورَ على مياهِ النهرِ
فاندفقَتْ حكاياتٌ عِتاقْ
ونَما الترابُ مَسَلَّةً،
في طينِها كانَ العراقْ
يا أيّها الوطنُ المدوَّنُ
في قَناني الحزنِ والرمّانْ
سيؤسِّسُ الأطفالُ
عُنقوداً من اللّثَغاتِ،
والمطرِ المُفاجئِ،
رَغْم عُنفِ الريحِ والأَحزانْ
وسنلتقي------،
أنتَ اشتعالُ سَحابةٍ بيضاءَ
حالمةِ العُيونْ
وأنا ارتماءاتُ الطفولةِ،
حينَ تَدهسُها السُّنونْ