قلتُ لائمتي:
اعذري ما اتشحتُ بهِ
من هوانِ البلاءِ،
وما خصّني الحزنُ من وردهِ
وامتلاءِ يديّ ووجهي
بأعبائهِ والهجيرْ.
.. وأنا ما تبدّد فيَ العذاب،
ولا بعثرتْ قامتي
حزنها.
مسرفٌ في تهجّي اللظى،
ودمي طاعنٌ في النفيرْ.
من يريح دمي من لظاه،
وينبتني في البراري الحميمةِ
وردَ السعيرْ؟!
***
قلتَ:
ياصوتَ هاويتي
أسمعكْ .
ياثراءَ الرمادْ
لن أعودَ معكْ.
فاحتمِ غيبتي،
واختفِ من حضوري الحزينِ...
أنا مارغبتُ
نداءَ الفواجعِ يوماً...
ولنْ أفجعكْ..
***
قلتُ هاويتي:
أصعديني جناحَ الرحيلِ
لأدنو قليلاً،
من الغائبينَ...
يصافحني حبّهمْ
والخضابْ.
واتركي،
في مدى الدربِ تلويحةً للندى.
أجتني شوقها،
وألوذُ إلى صدرها...
كلما شاقني مؤنسٌ،
موحشٌ...
والسرابْ
... آهِ يا امرأةً غادرتْ-
في ليالي دمي الدامسهْ-
كلَّ ماكنتُ هجَّيتهُ
من حريرِ الحروفِ،
وماهبَّ من صبوتي اليائسهْ.
ارجعي...
فأنا لم أغبْ
ليلةً عن حضور لظاكِ،
ولا أغفلتني الحرائقُ يوماً...
ولا الانطفاءُ...
وأمواجهُ القارسةْ.
أصعديني جناحَ الرحيلِ،
وقولي...
بأيّ المواجيعِ آتي،
وأيُّ المواقيتِ أشهى لديكِ
إذا كانَ بعضُ المواقيتِ مفتوحةً
فادخليني إليها.
لنسأم جهراً
لغاتِ الضبابِ
وأقواسَهُ الرامسهْ.