هل في خوابيكِ الغيومُ
لكي أُذاكرَ
في ارتعاشاتِ الهجيرْ؟
مرتْ حقولُ الليلِ
مترعةَ الشحوبِ،
ولمْ تعدْ...
من غربةِ الماءِ
النهاراتُ الأسيةْ.
وأضاعتِ الأنداءَ
أعشابُ القرى،
وسرتْ...
إلى ظل الطيورْ.
***
من يُغلقُ الوهجَ العنيدَ من الكآبةِ
أو يفتّحُ..
ما يشاطرني الهدوءَ
على الورودِ،
لكي تمرَّ نديمةَ النجوى
على جسدٍ
يحدّهُ في الجهاتِ
الرقصُ،
والنومُ الغريبُ،
ولذّةٌ...
نفرتْ إلى هرجٍ
من الجمرِ المُمزّقِ،
وانشطارات الجنون.
شربتْ مواعيدي الأنينَ
وما تناثرَ مِنْ مدائنَ
أخفقتْ في الموجِ
والذكرى
وأطلال الخيولْ.
... وبلا اشتياقٍ
أو قميصٍ
شفّهُ الهمسُ الوفي،
أعودُ أركنُ
في مهبٍّ حالكٍ...
والريحُ ناتئةُ السكونِ
قعيدةٌ
أعوادَ رغبتها
وأغوارَ الذبولْ.
***
شجرٌ رميمٌ فاحمٌ
وهوىدخان
وسياجُ أحجارٍ، رفاتٍ
نازعتْ -غيّاً- شبابيكَ الورودِ
وضيّعتْ
شوقَ البراري وانكسرْ
رجعُ الأريجْ.
شجرٌ ونارٌ من حصى،
وخشونةٌ مدسوسةٌ
ومدى من الركضِ، الفرارِ
إلى خباءِ الليلِ
والنومِ اللجوجْ..
كيف الرجوعُ إلى رياحينِ الخريرِ،
ومرتعِ الوقتِ البريءْ؟!
ومصافحاتِ الضوءِ
فوقَ وسائدِ الشفقِ المحنّى .
ضاقَ النداءُ
على التسلّقِ
فوقَ أغصانِ الطفولةِ
واحترابِ الصهوةِ الحرّى
وأسرارِ الضجيجْ.
***
مدّتْ إليّ
أصابعُ الصوتِ..
الصدى:
لا حلوَ في أنهاركِ الملأى
ولا الزبدُ السقيمْ.
سِفْرٌ من الآلامِ أعياهُ الجنونُ
وقاحلٌ...
في مبتغاكِ يرومُ نوماً
تحتَ أجنحةِ النذيرْ.
كلُ الخوابي المستقرة
حول أشلاءِ الرحيقِ
تقهقرتْ..
طيناً وراءَ قطافها.
كل العبور إلى ندائكِ
قاتمٌ
هل يستردُّ معابري
قمرٌ ويدخلني
إلى الوعدِ الأخيرْ؟
أم تستردني امرأةْ،
خبأتُ في غمرِ احتضانِ جنونها
وقتي السبيَّ
وصفوتي الأولى،
وأوراقَ السعيرْ.
مدّتْ إليّ
نوافذُ الشجرِ البعيدِ
حفيفهَا:
في غربةِ الماءِ،
النهاراتُ الأسيّةُ
ليّلتْ تعباً خراباً،
والدروبُ
التفّها الإعتامُ
والسهرُ المريرْ.