غدٌ -عندها- مُهملٌ بالمجيء....
يَمرُّ على الأَمسِ يوقظُهُ
من عزيز المنامِ....
ليُخفيهِ -في كمِّهِ- موعداً
لصباحٍ، من الأُرجوانْ....
غدٌ -عندَها- مُهملٌ بالوفاءِ،
يُلَفِّقُ أَعذارَهُ، مثلَ طفلٍ
يُحاصرهُ النَّحْوُ في خانَةِ الحَالِ،
يَهربُ فوقَ خيالٍ جَموحٍ....
إلى خَبَرٍ لا يُقالُ أمام الجميعِ،
ويعرفُ مكنونةَ السِّرِّ
أن الدَّجاجاتِ
-حين تموءُ-
تُخَبِّئُ -في صوتها- جرساً من نحاسٍ
وتزرعُ -في شَفَةٍ- لحيةً من حريرٍ
وتَزرَعُ -في أختها، كبقيَّةِ كلِّ الرّجالِ-
شَنَبْ...
-أتكذبُ؟!!!
-حاشَا....
لكلِّ مُواءٍ سَبَبْ...
لشَامةَ، بَطْنٌ، وظَهْرٌ،
وعينانِ بارقتانِ،
وعشرونَ معجبةً،
ومديرٌ، يُدير الحكايا، وماشطةٌ
وجدائلُ مثلُ الأَصيلِ،
وشَامَةُ حُسْنٍ- على خَدِّها- وذَنَبْ...
تَدورُ على الجالسينَ تُقبِّلهم واحداً، واحداً،
بحنانٍ
وتجلسُ في حضنِ من تَشتهيهِ،
وتقفزُ -إن مرَّ فأرٌ صغيرٌ،
على شَاشَةٍ للحكايا-
كما طلقةٍ من غَضَبْ...
لشامةَ \"كبكوبَةٌ\" من خيوطٍ
لتنسجَ كنزتَها -في الخَريفِ- على مهلها،
فالصَّقيعُ -كما تعلمونَ- يزيدُ أُنوثتَها
للذُّكورِ،
فتخرجُ توعُدهُمْ في \"الزَّواريبِ\"
أو بعد نومِ الصِّغارِ،
على \"حَاوياتِ\" الرَّصيفِ،
فِراشٌ وثيرٌ....
وفاكهةٌ،
والشِّتاءُ تجمَّدَ مزمارُهُ،
والرِّياحُ خَبَبْ...
والغناءُ -كما تشتهيهِ المزاريبُ-
سَلْطَنَةٌ، والهُطولُ، طَرَبْ...
وترجعُ شامةُ.... مكسوَّةً بالحَريرِ،
مُضمَّخَةً بالعُطورِ،
مُشَنْشَلَةً بالذَّهَبْ...
خَواتمُ مما تشاءُ...
أساورُ في المعْصَمينِ،
وفي جيدها زَرَدٌ
لستُ أدري متى ينتهي...
يبتدى عندَها...
ربمَّا في الشَّآمِ له أخِرٌ،
ربَّما في حَلَبْ....
لسيِّدتي عُروةٌ في قميصِ المساءِ،
تُعلِّقُ وردتَها للفصولِ،
وتُضفي على رَوْنقِ الرَّاحِ
-حين تَجنُّ الكؤوسُ -\"حَبَبْ\"...
على رِسلها، تقتفي دَرْبَ \"شَامَتِها\"
لا تَموءُ....
وتقتسمانِ الزَّبائنِ،
اسفنجتانِ -لكلِّ الثّمالاتِ-
حتى الصِّباحِ،
تعودانِ -عند انطفاءِ السُّكارى-
كما نجمتينِ، خبا نور عينيهما،
واستحالَ البريقُ تَعَبْ...
لعُشَّاقِها، تركتْ همسةً
في ضِفافِ السَّريرِ،
تقولُ غداً....
وغدٌ -في سَعيرِ الدِّماءِ
بقلبِ المُريدِ -حَطَبْ...