وعندَ انهمارِ المَسَا
في كؤوسِ الأحبَّةِ
عاتَبني كوكبٌ...
يا لعُتبى الصَّديق...
على وَهَنٍ
صيفُهُ؟!!
زَمهريرُ السُّؤالِ
وأَجوبَتي...
كهفُ ياقوتَةٍ
نَزَفَتْ دَمَها...
حينَ فاضَتْ صَباباتُ
جُرْحٍ
على شَطِّ ليلى
وكانَ المكانُ؟!!...
على حـافَّةِ النَّصْلِ
بينَ أذانِ العِشَاءِ
المُرَقَّشِ بالزُّهدِ
والمِقْصَلَهْ...
وكانَ الزَّمانُ
على مَفْرِقٍ للخُروج
أو الموتْ.....
لايَتَجاوَزُ
-في حدِّهِ الأَعظميِّ
مدى أُنْملَهْ...
القنَاطِرُ..
والرَّدَهاتُ الوسيعَةُ...
قلتُ لها: ليلةً ونَعودُ...
تَقَرَّيْتُ كلَّ النَّوافذِ...
نَدَّاهَةَ البابِ..
قَبَّلتُها حَجَراً... حَجَراً
لتعرفَني حينَ أرجعُ
من سَفرٍ في اليباسِ
أَضَعْتُ الطَّريقَ
إلى معبرِ القَلبِ....
لم تأتِ ليلى...
وكيفَ تَجيئُ البتولُ....
الطَّهورُ...
وهَوْدَجُها رابيهْ...
يَحُفُّ بها شَجَرٌ
-من عَرَارِِ الجنانِ-
وتمضي بها ساقيهْ....
وبَيْسانُ شامتُها،
والفؤادُ لها ضَاحيهْ....
ولمْ أفِ بالوعَدِ
ماذا أقولُ:؟!!!....
وخبزُ المنَافي بلا عُسْرَةٍ
لايَجيءُ
ودمعُ المنافي سَخينْ...
وذكرى تَلوحُ على آخرِ الصَّيفِ
خارطةً
من حَنين...
يقولون هاجَرَ...
قلتُ بلى....
لاجئٌ.. نازحٌ....
عائدٌ... قاعدٌ....
لاتهمُّ الأسامي...
فجرحُ البلادِ -على وَقْدِهِ-
في الفؤادِ دفينْ...
نَسيتُ يدي... والشَّوارعَ...
والناسَ....
في زَورقٍ من بهاءٍ....
على بحرِ كبَّادةٍ...
أَرْضَعتني حَليبَ الوفاءِ
بلا موعدٍ للتَّلاقي...
وخيلُ الهَدير...
تُرامِقُ خيل \"أَليسارَ\"
ماظلَّ من سورِ عكَّا...
من القدسِ...
من مجمرِ العشقِ في فجرِ \"تالا\"(1)
ومن مُدْنَفٍ، ظَلَّ يحرسُ جسرَ الرَّفيدِ...
ويَشربُ من \"عينِ فيتَ\"
ويقبسُ من أَلَقِ النِّيلِ
جَمراً
ويطربُ -حينَ يروحُ المَسَا لوداعِ الأَحبَّةِ،
قبل الرَّحيلِ إلى جنَّةِ الخُلدِ،-
من عَندلاتِ السَّواقي...
عَشِقْنا...
وماشابَ غيرُكَ
يا جبلَ الشَّيخِ!!
-حينَ توارتْ خُطانا-
وفي القلبِ حبُّ العِذابِ،
وروضٌ خصيبٌ
-يخطُّ بأشواقهِ صَفْحَةَ النَّهر-
باقِ...
نزيف المصابيح؟!!!
أشرعَةٌ للظَّلامِ...
عيونٌ من الجمرِ...
ليفٌ من النُّورِ...
مَدَّ حبالَ أصابِعِهِ للدِّماءِ،
تَجوسُ كما سارقٍ للرُّقادِ،
تفورُ كما مرجلٍ، أو قضاءٍ،
يطاردُنا -في دروبِ الشَّتاتِ-
ليصطادَنا... واحداً.. واحداً
أُفْعُوانُ الفراقِ...
خيولُ الأَحبَّةِ -خلفَ حدودِ المنافي-
كبتْ في السِّباقِ..
البيادقُ -في لعبةِ الشّاهِ-
تَنصحُنا أنْ نعودَ إلى الرَّحمِ....
نَصْفَرُّ وجهَ خريفٍ....
أضاعَ غدائرهُ في الرَّبيعِ،
ومرَّ على الصَّيفِ،
يُقري حزيرانَ
منهُ السَّلامَ....
حزيرانُ؟!!!!!
ماتتْ بيومِ زفافِ سَنابلهِ الشَّمسُ....
أوراقُهُ؟!!!
في مهبّ الجراحِ الدَّفينةِ مَوجٌ من الخَوفِ....
فصلُ شتاءٍ تَزَمَّلَ بالخدرِ الطَّبقيِّ...
تَناوَسَ...
من رعشةٍ في اليَمينِ
كما أُختِها،
في يَسارِ اليسارِ....
ومن غابةِ الزَّمهريرِ....
يُحطَّبُ دفئاً
لأقبيةٍ جَمَّدَتْ دمَهُ
عَتّقَتْهُ....
وفاءَتْ لوقعِ خطاً
جرَّبتها غُضونُ الجباهِ
التي أينعتْ للقَطافِ
فغارتْ وراءَ الجبين...
تُفتِّشُ عن مأْمنٍ،
والزَّمانُ ضنينْ...
كما بقلةٍ.. يُقطعُ الرَّأسُ،
أُضمومَةً لسلامٍ
على قَدِّ من صَنَعوهُ....
ويُتلى لهُ....
عندَ بوَّابةِ النَّصلِ
كي لايَصيحَ مَدَدْ....
وفي حانةٍ -شربت خَمرها
قبلَ بدءِ الجنونِ-
يُرَكَّبُ...
من غير سمعٍ، ولا بَصرٍ
أولسانٍ، يقولُ:
-إذا مَسَّهُ السَّوطُ،
من غير ذَنْبٍ جَناهُ -أَحَدْ...
\"بلالٌ \" طوى صوتَهُ
في فِجاجِ الحجازِ،
ولم يُعطهِ لأَحَدْ...
وتلكَ الخوافي...
تُديرُ الشَّمولَ،
وتَشربُ من حَوْضها
لا تُصَدّْ...
تديرُ الكؤوسَ
على الشَّاربينَ
-كما يشتهونَ-
وتَنسى.... على يدهمْ شَاهدٌ
لاينامُ -بلا قبلُ، أو بعدُ-
فردٌ صَمَدْ....
فيا أَيُّها النَّاسُ!!!....
قوموا إلى دمكمْ....
فالعدوُّ -على فرسخٍ-
في الخَليلِ ينامُ
ويَشربُ قهوتَه
في صَفَدْ....
ومن عمَّةِ الشَّيخِ
يَفتلُ حبلاً
لمشنَقَةٍ للخميس،
وأُنْشوطَةً للأَحَدْ....
أنُجمعُ مثلَ رصاصِ البَنادقِ
أَمْشاط.... أمشاطَ...
أو منْ شَواطي البحورِ زَبَدْ؟!!!.
دونَ جذرٍ عَدَدْ...
نَموتُ بلا دِيَةٍ أو قَوَدْ..
نصيحُ إذا مسَّنا وابلٌ من رشَاشِ
السَّحابِ مَدَدْ
ونَفْتِلُ....
-طُربوشُنا قامتانِ- حَماماً
بمعجزةٍ لا يبيضُ،
يَبيضُ الوَتَدْ...
ونَصمُتُ صمتَ القبور،
إذا مرَّ صبحٌ -ببابِ المدينةِ
يَسأَلُ عن شارعٍ، أو وَلَدْ...
زَبَدْ...
والزّمانُ بنا غائبٌ،
ما \"انْوَلَدْ\"...
فأَحْنَتْ -على كِبْرِها-
ما أَناختْ، ظهور الرّجالِ،
الرّجالِ، وفاضتْ دموعُ البَلَدْ....
يموتُ الجبانُ....
ونبقى رجالاً....
نُقيلُ العَثارَ...
ونجبرُ كَسْرَ الزَّمانِ،
ونفتحُ آمادَنا للأمَدْ....
يا بَلَدْ!!!
أَيُعْقَلُ أن لانكونَ على أرضنا
زنبقاً، مُتْرَعاً بالعبيرِ،
وتَشْمخُ \"أُتْرُجَّةٌ\" فاسدٌ ماؤُها
في الجَلَدْ؟!!!..
يا بَلَدْ!!..
أَنَدهنُ بالزَّيتِِ والعَرَقِ المُرِّ
باسمِ الذي شَطَفَ العُمرَ،
والقلبَ، حتى العظامْ؟!...
ومن حَشَفِ الوقتِ
نبني -على سَعفَةِ الحُزنِ-
نَعْشاً
لمن قالَ: تلُّ النَّدى
لانَدى فوقَهُ أو غمامْ؟!!!..
وتلُّ النَّدى ذاهلٌ
من حَجيجِ الدُّموعِ،
كظيمٌ..
ومنْ مُقْلتَيهِ
تَوَقُّدُ نارٍ ضَرامْ...
ألا مُقْلَةٌ
يَعتريها نُعاسٌ
فتفرشُ -من زندها-
مرقداً للنَّديمِ،
وتَحلمُ...
كيفَ يطيرُ الهوى
-كلَّ صبحٍ-
ويهوي بلا رجعةٍ
فوقَ وادي الحمام(2)؟!!!..
وتلُّ النَّدى
ذاهلٌ
من حَجيجِ الدُّمى،
والَّدموعِ،
ومن مَطَرٍ حابسٍ
في جفونِ السَّكوبِ،
-ببابِ السَّما -لايَسيلْ
ومن غَفْلَةِ الشِّعرِ،
حينَ يصيرُ لهاثاً،
ولا يَمتطي صهوةَ الكشفِ،
ثُمَّ ......
على عَتَباتِ الملوكِ
يَفيضُ \"صَهيلْ\"...
النَّوارسُ تَغدو خِماصاً
إلى مدنِ الملْحِ
تُخبرُها...
\"غَلْوَتينِ\" ويأتونَ موجاً!!!
أبابيلَ... حتى أقاصي المحيطينِ!!!
للشَّمس يبنونَ وجها من الغَار!!!
كي لاتغيبْ...
المحارُ، جفا بَحرهُ
وجفا غُصْنَهُ العَنْدليبْ
كاذبٌ حَمْلُهُ،
والغناءُ ببابِ الفؤادِ نحيبْ...
يَسيلُ الكلامُ...
كما شارعٍ مُسْتَديرٍ،
نمرُّ عليهِ ولا ينتهي....
والوصولُ
إلى جَوْهَرِ القَصْدِ
- في قَصِّنا- مُستحيلْ...
لبرِّ الشَّآمِ
-بلا قَمرٍ- مرَّتين عَبَرنا...
فمن يضمنُ الأرضَ
أن لا تميدَ بنا أوْ تميلْ؟!!!..
غيرُ رمحٍ
تثقَّفَ
في معهدِ الطَّعنِ،
يقرأُ فُرقانَهُ الأُمويَّ
ولا يَشربُ الكأْسَ
من حانَةٍ، خمرُها نَشْوَةٌ،
من سَلامٍ ذليلْ...
السَّلامُ؟!!!...
السَّلامُ؟!!!...
سلامُ المُريدِ، بعينِ المرادِ،
وبعضِ عيونِ المُريبِ،
وليس قنا قاتلٍ،
تستبيحُ ديارَ القَتيلْ..
السَّلامِ؟!!
تَروبُ الدِّماءُ
ولا تعرفُ الأرضُ
من راحلٌ، أو نَزيلْ...
السَّلامُ؟!!!
تَروبُ الدِّماءُ...
و لا تعرفُ الأَرضُ
من راحلٌ، أو نَزيلْ...
السَّلامُ؟!!!
يطيرُ الحمامُ
من المغربِ العَربيِّ،
وحتى سوادِ العراقِ...
يبيضُ على درجِ العاشقين
ولا منْ يقولُ لهُ
كيفَ جئتَ؟!!!
ولا منْ يقولُ هَلُمّوا
إلى أُفُقٍ من شِباكٍ
نَصيدُ الغَريبَ الدَّخيلْ..
السّلامُ؟!!!
يُزفُّ الشَّهيدُ إلى عُرسهِ
عاشقاً... والدِّماءُ تَسيلْ..
تُزغردُ كلُّ النِّساءِ
ويبقى -على مَوْتِهِ- شامخاً...
مدى الشَّوفِ،
لا يُرْتقى لمداهُ...
ويبقى طويلاً...
طويلْ..
نموتُ...
ونُمعنُ في الموتِ،
حتى الحياةِ...،
وحتى اشتفاءِ الغليلْ..
من يعيدُ إلى سَاحةِ
الرُّوح
تلَّ النَّدى
وجنوبَ الجنوبِ،
المكبِّرَ.. عَتْليتَ
أَقْرِتَ
حتى شعَافِ الجَليلْ..
للصَّباح نذَرْنا سواعدَنا
- لنعيدَ الترابَ جميعاً -
وشَفْرَةَ
سيْفٍ
صَقيلْ...
إلى شطِّ ليلى
عَبَرتُ...
لأسأَلَ:
عن مُرْشِدٍ،
أو خليلْ...
وجدتُ الزَّمانَ،
-بقلبِ المحارِ-
هنالكَ
مثلي...
يُفتِّشُ
عن ضائعٍ
أو
دليلْ..