.. ولا من يردُّ الصَّدى..
مثلُ شبَّابةٍ جرَّحتها الرِّياحُ،
طريقُ المُريدِ انتهتْ
لجدارٍ من العارفينْ..
على عَرْشِهِ، يستريحُ صبيٌّ من الطِّيْنْ..
كلُّ المسيرِ سُدى...
بمن أَبدأُ الصُّبح؟!!!
هذا خواءٌ،
وفي شرفَةِ القلبِ
\"مافي حدا\"...
ليسكنَ هذا المدى...
لوحدي، رسمتُ ثمانينَ وجهاً..
لوجهٍ،
وفي البالِ -منه-
ثمانون أخرى...
فكيفَ لمن كان مثليَ
أن لا يمرَّ على آيةٍ تتجلَّى...
لوجهكِ، أسلمتُ أمر القيادِ،
وأشرعتُ أبوابَ روحي..
وسرتُ وراءَ السَّنا...
حاملاً -فوقَ ظهريَ- وزرَ جروحي..
رسمتُ -على مَهَلٍ- لفتةَ الرِّيمِ،
حين يُراعْ...
نَدهتُ، تَهادى -على صَفْحَةِ الماءِ-
مثلَ الشِّراعْ...
على مَهَلٍ، كَرَزاً ملكياً، رسمتُ،
أنامِلَها، رفَّةَ الهدبِ،
كلَّ تفاصيلها، روحَها،
كيفَ أدمنتُ هذا
الذي لا يغيبُ...
النَّبيذَ الإلهيَّ
هذا السَّمار العجيبْ...
المعجَّن بالعسلِ اليمنيِّ
ومن غوطةِ الشَّامِ يصطافُ
-فوقَ ذراهُ- الزَّبيبْ...
برأْسِ الهوى قد حَلَفْتُ
لأحرقَ كلَّ حروفِ القَصيدِ،
-عن الوجهِ- حتى الرَّمادْ...
وأبدأَ من جمرةٍ
في الفؤادْ...
مشاوير جرحٍ جديدٍ...
كطيرٍ يُهاجرُ عن سربهِ،
تاركاً قلبهُ كوكباً راعشاً،
في سماءِ البلادْ...
ويسألُ: حين تصير الزَّوابعُ
-للرّاحلين- ضَريحْ..
أكلُّ الذي كانَ
-منذ فتحتُ الفؤادَ، على وسعهِ،