توضَّأَ حبلُ الوَريدِ،
ووارى منَاديلهُ،
- عن شراعِ النَّدى-
واستراحْ..
ليسمعَ شَقْشَقَةَ الفجرِ،
أفتى ببدءِ الغناءِ،
لسربِ العَصافيرِ،
والصُّبحُ لاحْ..
اسْتحمَّ -على عَجَلٍ-
تحتَ مزرابِ شَمْسٍ،
تَعَجَّلها الأُقحوانُ...
لينفضَ عن تاجهِ هالةً
من نعاسٍ،
ويعقدَ زنّارَهُ الجُلنّار،
ويعقدَ صلحاً مع الوردِ،
ليلكِ وردٌ...
وصبحكِ شَهدٌ...
وكلَّيَ -منذ ابتداءِ الغناءِ
إلى آخرِ اللَّيلِ - سُهْدُ...
لعينيكِ أقرأ دُرَّ القَواميسِ
حين تَضاحَكَ -في كأسِ خمرتهِ-
الأرجوانُ...
فجدَّلتُ -في ساعةٍ من صفاءٍ-
ضفائرهُ، في كتابِ المواجدِ وِرداً،
وَرَدْتُ موارِدَهُ، فاستقامَ
- على عرشهِ- مَلِكاً للزَّمانِ،
تَسامَقَ كي يحضَر الصُّبحَ
- قبلَ ارتشافِ الثّمالاتِ - نهدٌ..
لياليكِ وردٌ...
وصبحكِ شهدٌ...
وعطركِ ندٌّ...
وما بين ليلكِ، والصُّبحِ، والنَّدِّ
قلبيَ عَبْدٌ..
وخارج ورْدِكِ، والشَّهدِ، والعطرِ،
قلبيَ نِدُّ..
قُلاَمةُ ظفريَ زندُ..
وبَحريَ مَدُّ...
وموجُ هوايَ مدىً لا يُحَدُّ..
فهلاّ قرَأْتِ قواميسَ عشقي؟!!!
لأبدأَ من شفتيكِ القَصيدَ
أُعِدُّ..
لكِ المجدُ من أملٍ،
يتقاذفُ أطيافَه
- المترفاتِ بفيضِ الصّباباتِ- قَصْدُ..
نطَقْتُ بها،
لم أَقُلْها -وَرَبِّ السَّماواتِ- إلا لماماً
ورُبَّ انعقادٍ،
يُغالبهُ في الوصولِ إلى لبَّةِ النَّحرِ
عِقْدُ..
لكِ المجدُ أدخلتني
عَتبّاتِ الخلودِ
بوجهٍ
تراءى أماميَ كلَّ الوجوهِ
فأَدمنتُ تسعينَ منها،
وعنها، كتبتُ قصائدَ
من شفقٍ قرمزيٍّ ونارْ..
وفي هَدْأَةٍ، هَدْهَدَتْني بقايا التَّفاصيلِ،
لَمْلَمتُ عَشراً،
أيكفيْكِ؟!!!!
إنَّ وجوهَكِ -في حُسْنها-
لا تُعَدُّ...
لكلِّ كتابٍ أَجَلْ...
لنَدْفُنَ ما كانَ في واحةٍ من جنونِ
القبلْ..
ونبكي على روحهِ فيضَ دمعٍ
سخينٍ،
يذوبُ على صفحةِ الخَدِّ،
قطرَ ندى، من عَسَلْ..
فتروى شفاهُ الورودِ،
ويُزهرُ في صفحةِ الوردِ خَدُّ..
فهلْ نلتقي -صدفةً-
في الطًّريق؟!!!
نُسَلِّمُ...
أو لا نُسلِّمُ...
في الحالتينِ، نَظَلُّ ابتهالاً
لعُشَّاقِ هذا الزَّمانِِ،
إلينا الرِّحالُ
- جميعُ الرِّحالِ-
تُشَدُّ... |