مدنٌ..
من ثلجٍ ورخامْ
تتضافرُ كأبطال المعاركْ
الحسمُ فيها
لخرائط العبور
لا لدبلوماسيّة الكلامْ
**
* جثثٌ محنَّطةٌ
هذه المدنُ التي تستبسلُ
لمجردّ البقاءْ!..
وتبني لها هياكلَ في الهواءْ
وصوامعْ للسَّحرةِ والمجانينْ!..
**
* أكرهُ ضوضاءَكِ
أيتها المدنُ العجفاءْ
أهربُ من ضجيجكِ
إلى جحيم صمتي
أتبعثرُ في شوارع السّفسطائيينْ
أقضمُ أظفارَ الأيامِ
ظُفراً..
ظُفراً..
لعلّي أعثرُ على ما حلمتُ بهِ
مُذْ كنتُ في عاميَ السادس عشرْ
**
* إقتربي أكثر..
واحتشدي في أضلاعي
- أيتها المدنُ- المغسولةُ
بدمِ الغزالْ..
طوفانكِ.. رغوٌ مخاضٍ
وضجيجكِ.. مفتُتَحُ غرائزً
إقتربي، أكثر، أكثرْ
أيتها المدنُ الباسلةْ!..
أنا مورثكِ متاعي وأقماطي
والكلامَ الذي يدّرعُ بهِ المناطقة
والمعاني التي يدّخرُها الفلاسفةُ
ليومٍ عاصفٍ... وخطيرْ!..
**
نهضتْ مدنٌ من نهدِ الماءِ
وطافَ براقُ النارِ
حول مهود العصافيرِ، وعَشَّشَ هُدهدٌ
فوق تويجاتِ الطّلعِ
وافتَتَنَتْ شمسٌ بلثغةِ برقٍ
وحطّتِ فاختةٌ على حقلِ دمٍ
فاخضوضرتْ مدنٌ
واتّسعتْ مدنٌ
ونبتتْ للمسافاتِ أجنحةٌ
وللماءِ.. أجنحةٌ
وللهواء .. أجنحةٌ
وأجنحةُ للغبارْ!!..