كانتْ تراني فأراها..
ثم يوماً إثرَ يومٍ هربتْ فيها خُطاها..
وانتظرتُ الدربَ أن تأتي إلى الشعرِ
وأنْ تأتي إلى قلبي..
ولكنْ غيّبتني عن سماها..
فغدا يومي كأمسي.. فارغاً
إلا منَ الليلِ الذي ينسلّ ما بينَ العظامْ..
فيثيرُ الشوقَ والآلامَ والحبّ..
ولا يتركُ في مضجعِ هذا الجسدِ المنسيّ
إلا رعبهُ العاوي على أسئلةِ الموتِ..
وأوهامِ السلامْ...
وأنا أقرأُ سورتهُ الأولى وتاريخي
وأنا أستوطنُ فيهِ
ثم فيهِ أنتمي حتى الحطامْ..
لم يقلْ شيئاً وقدْ ودّعته..
ودّعني دونَ ملامٍ وكلامٍ...
أخطأَ الواحدُ فينا..
ثم أخطأنا كلانا..
وعرفْنا في النهاياتِ الكثيراتِ الضنا
كيفَ التقينا وافترقنا..
وعرفنا شوقنا أتعابنا...
وتجاهلْنَا الذي كنّا...
ولم نزمعْ على الهجرانِ...
لكنا قتلنا روحَنا صمتاً وحزنا
وانتهينا في المكانْ..
لا زمانُ الوصلِ يدنينا
ولا أي زمانْ...