آنست صوتكِ،
فارتفعت إلى سماوات النغمْ...
ورسمت أيّامي على ورق المجرّةِ،
فاستعار البدر بعض بصيصها...،
ورمى الغناء على الطريقِ،
فكان ميلاد القلمْ..
للشعر رابيةٌ..،
وأنت غزالها..
ما الفرقُ بين حبيبتي...،
والنجمة الخضراء في وَسَط العَلْم..
-2-
قالت أحبّكَ،
كان طعم الصوت ناياتٍ،
تصلّي..،
فوق ياقوت المساءْ
ويفيض تحت وسادة العصفورِ،
ضلَّ نهارهُ،
وأوى إلى عشِّ النداءْ...
رفَّ المنامُ قصيدَهُ،
فَزَهَا على ذهبٍ..،
وماءْ...
-3-
ميلي على حلمي...،
وزفّي وردةً للقلبِ،
تُفضي للنبيذِ،
سرائر الوجدانِ،
تشعل لذّةً،
فاضت على كفِّ القصيدةِ،
واستراحت في دمي..
هذا الشَّغاف على يديكِ،
فراعشيهِ...،
ورمِّمي
-4-
قالت أحبّكَ،
فاعتصرت الخمرَ من شفةِ القصيدهْ..
وسرحت في ريّا الثوانيَ،
والسكون،
دخلتُ محراب السنين القادماتِ،
وفي يديَّ ظلال تفّاحٍ..،
تمدّد في مرايا الشعرِ،
فارتحلت رؤىً...،
ودنتْ..
سماواتٌ جديدةْ...
-5-
أرخّت وعدَك في خلاخيل الشَّجرْ..
وتهاطل الشعر اليمامُ،
مداه صفصافٌ...،
تكوكب في شبابيك القمرْ..
وسرى براقُ رحيلهِ،
-قمرين-،
ماذلَّ الرَّفيفُ،
وما دنا..
نبعُ السَّحَرْ...
-6-
قالت أحبّكَ،
أنت سرُّ الخَلق في الدَّنِّ المعتَّقْ..
سَفَرُ العيون الرَّاحلاتِ
إلى سماكْ!!
من أنتِ..؟،
ماكانت معي..
وسكبتُ قافيتي..،
على غاباتِ زنبقْ...
-7-
يتمرفأ الوجْد النَّسيب على نهار السَّلطنةْ...
ونجوسُ في ملكوت دنيا..
للجسدْ...
تتضوَّأُ اللَّذّات في رعش الجنان الآمنةْ...
وتهزّ أشجاري..،
فتبرق سطوة الأنثى...،
على أعشاب قلبي،
أستغيث بدفئها..،
وأذوب بين صهيل نبعتها..
وأصداء المَدَدْ...
-8-
قالت أحبّكَ،
رحلتي شجر المدى..
وغناء ماءٍ في شفاهٍ ظامئةْ...
حنَّ الصدى...،
-اللهُ-،
كم حنَّ الصدى..
وجرى نميراً..
في قصائد دافئةْ..
-9-
جسدٌ جسدْ...
وتفيق سوسنة القصيدةِ،
في ارتعاش أصابعي...
وتطلُّ من شبّاك أغنيتي...،
ينابيع الهوى..
ندّت صبابتها...،
وجافاها الزبدْ...
رَمَتِ الشراكَ،
وطيرّتني في مداها...
قبلةٌ...،
ذابت على فنجان قهوتنا...،
وحاكتْ مخْملَ الكلماتِ،
والقبلاتِ،
شالاتٍ لدُنْيا..
لا تحدُّ،
ونَوْلُها أبدٌ...،
أبدْ...
-10-
قالت أحبّكَ،
قلتُ:،
ما أحلى حبيبي،
فاستريحي..
في عيون الكفِّ،
صفصافَ الغروبِ...
-11-
أحلى الغرانيق التي ندّتْ يبيس القلبِ،
واحتفلتْ بأعراس القصيدْ...
وسعتْ إلى شجرٍ كثيفٍ في دمي...،
تؤوي عصافيري..،
وتنبعُ بين نبضَي والوريدْ...
تهدي البنفسج من فتيتِ المسكِ،
موّال التجلّي،
والمساء حمامة القبلاتِ،
سال هديلها في الكأسِ،
فاشتعلت شفاهيَ،
واشتهت سرَّبا..،
يؤبّد رعشةُ،
ويفيضُ في نبع المغني،
لستُ منتظراً..،
ومنتظَراً...،
كلانا الانتظارُ..،
حبيبتي..،
ونغيبُ في العمر البعيدْ...
-12-
قالت أحبّكَ،
واحترقنا في كلامٍ...،
غار في سجع الحمامْ..
نام المساء على سرير الذكرياتِ،
وما انتهى...
نعسُ الرُهامْ...
-13-
طيف الكلام فراشةٌ،
ترتاح في عبِّ القصائدِ،
ثمَّ تسري...،
حول مصباحَ الأصابعِ،
تشتهي نبع الزنابقِ،
واحتراق الانتظارْ...
وأعيدُ تشريد الجديلةِ في يديَّ،
وأضيعُ في وجْدِ السؤالِ،
وأستزيدُ...،
فيقرع البابَ النهارْ...
-14-
قالت أحبّكَ،
واختفت في أقحوان الحرفِ،
نجواها..
ضفافٌ للمغنّي،
واحتفاءٌ في كؤوس المهرجانْ...
فيضي على رجع الغناءِ...،
فأنتِ عنْدلةُ الزمانْ..
-15-
من أيِّ وردٍ...،
تنبعينَ،
وأصطفيك رسولةً..،
تدني النبوءَةَ...،
من تضاريس اشتهاءاتي،
وتفتح قبّة المرجان للأحلامِ،
تروي:،
ما سيأتي من حليب الغيمِ،
آخر رشفةٍ من ليلها...،
ويطلُّ من كهنوت معبدها...
يمامْ...
لرسولتي...
شجرٌ يواعدهُ الشروقُ،
ويستظلُّ بما تهلُّ من الرؤى...،
والمسكِ،
معبدها...،
قناديل القصيدةِ،
-هل سفحت الروحَ؟،
للطقس المدلّى في مصلاّها الحرامْ...
لرسولتي...
هجس البياض على بساطِ الفلِّ،
يسكب ضوعَهُ،
حبراً لمفردةِ الغمامْ...
ويضيء سفرْ الأبجديّة في قيامتها...،
وقامتها..،
وتسكن في وريديَ،
رعشها من ياسمينٍ..،
أو مدامْ...
لرسولتي..
شلاّل أسئلةٍ..،
تندّت في الجوى..
نفد الكلامُ..،
- وما ابتدأنا في الكلامْ..
-16-
قالت أحبّكَ،
واتّحدنا لَحْظَةَ القّداسِ،
كان الوقت برزخ نشوةٍ،
ذابت على نعس النبيذِ،
وطيّرتنيَ في شفوف المقلتينْ...
فتهاطلت في سحرها،
وغَفَتْ..
سلاماً في خطوط الراحتينْ..
لابدّ من فيض القصائدِ،
كي أغادر رهجة المرآةِ،
أهرب من حريقٍ...،
في خفايا الروحِ،
أستفتي أضاميم الورق...
وأدور في ملكوتها..
دنيا..،
تهدهدها المرايا...،
تستريح على وسائد من حَبَقْ..
واضيع بين قصيدتينْ...
-17-
موجُ الحفيفِ..،
رمى شموس نشيدهِ،
فصغا كتاب الوجْدِ للأنسامِ،
واسترق الخطا..
-قوسٌ من الرغباتِ-
يحتضن الشموسَ،
وتزدهي كأسٌ...،
يبلّلها الضياءُ،
وترتمي في لُجّةِ الرعشاتِ،
والإسراءِ،
خالقةً...،
لمستكِ في مدايْ...
وخرجتِ من سرب الرياح الناعماتِ...،
بلا زمانٍ...،
أو مكانٍ...،
ضعْتِ في ريّا هوايْ..
وعرفتُ،
أنّك ربوة الاشعارِ،
ناهدةً على مسرى دمايْ...
-18-
قالت أحبّكَ،
والسَّجَى...
سَكَري الصَّمُوتُ،
فهلْ شَربتَ العيدَ؟،
من نهر القَدَحْ..
ولبست شالات القصيدةِ،
ظلُّها..
قوس القُزْحْ...
-19-
كم تكنزين من الرؤى...
ياهيكل المجد العليِّ،
ونجمة الدرب القصيِّ،
تسرّبي...
في المفرداتِ،
وفي الرحيقِ الطيّبِ...،
واسترجعي..
سحَرَ البنفسج في أناجيل الهوى...
واسترسلي...
بين الصبابةِ والصبي...
رَجعتْ طفولة وردتي...،
نزّازةً...،
وَجَرت إلى أرجوحة الخَدَرِ الشفيفِ،
فرافقينيَ..،
واشربي...
-20-
قالت أحبّكَ،
واستحمّت في اشتعالات المغنّي،
والمدى...
نجمٌ يطير إلى قُراهُ،
ولا قُرى...
تعبت عصافير المساءِ،
وما دَرَى...
أنّ المدى المفتوحَ أوسعُ...،
ياترى...
قال القصيدَة:،
واستوى في حلمها...،
ماكان يدري..،
أنّها سطعتْ....،
فأعشبتِ الثرى...
-21-
طوبى لمن وَرث الثرى...
واستوطن القلبَ الأسيرْ...
هزَّ الغصون لجاجةً...،
فتنوّل الشعرُ الحريرْ...
وصفا يُعاين ملكهُ..،
والروحُ طيرٌ... أو غديرْ..
بدمي تمرفأ عرشها...
وأنا ملائكةٌ تطيرْ...
في الصدر بحرٌ شاعرٌ
وأنا على البحرِ السريرْ...
-22-
قالت أحبّكَ،
لا تجيد سوى الغناءْ...
قلتُ:،
المدى قيثارة الراعي...،
وصفصاف المساءْ...
فاسترجعت تموّزها في وردةٍ...،
وتساقطتْ فوق الخرابِ،
فشعَّ في القَصب النماءْ...
-23-
خلف المرايا...
عشبةٌ من ياسمينٍ...،
طافحٍ في الوجْدِ،
- عزَّ مثيلهُ-،
ورمى سهيلَ النجمَ،
بالشعر الخفيِّ،
فمن يفسّر ماتخفّى...
في مرايا العشق غير العاشقينْ...
ويهلُّ في الرمل الضرير بصيرةً،
يحكي...،
ويكشفُ...،
ماتوارى في نوايا الياسمينْ...
-24-
قالت أحبّكَ،
والصدى...
رَجْع الهـزارِ ،
وشهقة المبغوتِ،
هل نسج الهوى؟...
كوخ الضليلْ...
وتَقَرْمَدَ القصب الحنون بشمسِهِ،
فَذَرا
بصيص النسغِ في يَبَسِ القتيلْ..
-25-
عين الحياةِ سكوبةٌ في رعشها،
وأنا لعاجلة الحياة رفيقُ
أسلسلت مصيدتي على أمدائها..
فعرفتُ أنّيَ في الشراك غريقُ
ناديتها، فتلعثمت في بوحها...
ذاتي... بذاتك وردةٌ وحريقُ...
لقَرنفل الأشعار ذوبَ صباحةٍ..
بشميمهِ زوجُ الحمامِ يليقُ..
أتظلُّ في قلقِ السؤالِ فأيّنا؟
ياورْدَ روحيَ في الشراكِ طليقُ؟...
-26-
قالت أحبّكَ...،
شادناً...،
لا يرتوي...!!
وينوسُ فوق رحيقها...،
مابينَ صدرٍ...،
أوْ...روي...!!
-27-
لامستُ نار الخدِّ،
فافتتح النهار كتابَهُ،
وتلا نوايا الوردِ،
باسم الخدِّ،
فانتفضتْ...،
عصافير القصائد في الدماءِ،
تدافعت أسرابها...،
سرباً...،
لمملكة الغمامِ...،
غداً...،
تتوّجها النبوءة في بياض الحلمِ،
تؤنس عشبةً في الروحِ،
تستهدي إلى الوقت المضافْ...
سرباً...،
يواعد طَلّةً،
نَهَلَتْ من الفنجان رشفة فجرها...
وتخصّبت بالوجْدِ،
ضلّتْ في المدى المفتوح شاردةً،
مؤونتها...،
رحيلٌ ضيّع المرسى...،
وشطَّ مزاره العالي..،
فأمرجَ خدّها الناريّ،
واستعرتْ ضفافْ..
-28-
قالت أحبّكَ، يانعاً ومعنْقِدا..
تبني ممالكَ للقصائد في المدى..
وتسيل عبر بنفسجٍ في ورْدهِ...
غار الكلامُ، فهزّهُ رعش الصدى..
غنّى، وما غنّى، النجوم هطولةٌ..،
فاضت ألوف الأغنياتِ وما شدا..
من أوّل الكأس الأخيرة ترتجي..
صحوَ القصيدةِ، واحتفالات الهدى..
فاترك هداكَ على ضَلال دروبها..
واعجنْ قصيدك في نواميس الندى
-29-
هي في خوابي القلبِ أقمارٌ،
تجود بخمرها..،
تسقي ليالي البالِ،
- لَيّلَ عمرها -،
واصطادها سغبٌ،
تنامى في سَغَبْ..
أنصفت روحيَ من خراب حقولها..،
ورَنَت إلى خلخالها المفقودِ،
ترفع نَخبهُ،
أرجعت،؟؟
ما أحلى رجوعك،
سلوةً..،
سَبَحتْ على عَتَقِ العنبْ..!!
-30-
قالت أحبّكَ،
واغتدى غَدَقُ المغني..،
سلسبيلاً فاغما..
يطوي يباس الروحِ،
يسقي صائما..
ويبلُّ ريق النبضِ،
يركض في الخصوبةِ حالما..
-31-
باكرتِ خَمر قصائدي..
فتعابثت في الغيِّ،
واستدنت بعيدَ الوصلِ،
قالتْ: يا بنات الدَّهرِ..،
غِبنَ،
فما نعى قلبي غياب الراحلينَ،
وما درى .. !! ،
أن القصيدةَ أترعتْ أقداحها.. ،
وشقيقُ روحيَ..،
قد تعالى في الطِّلا..
سَرَق الملالةَ من نقيق أصابعي.. ،
فسلوتُ حاليَ في هواهُ،
وما سَلاَ..
-32-
قالت أحبّكَ..،
نبعةً..،
نَعستْ!! ،
فأيقظها الرفيفْ..
وتحامقتْ في شجوها.. ،
فافترَّ من جبروتها..
وَرَقُ الخريفْ!!
-33-
أبرقتِ من عينيكِ.
فاقتحم البريقُ قوام مفردةٍ.. ،
تجلّت في دمي..
عبّت طلاها من عقيق الروحِ،
واحتجزتْ لذاذتها،
- ستلقى مفردات الراحِ،
فابحثْ في فمي..
واعزفْ على وتر الهوى
سَكَر النوى
حاشا.. ،
النقاوة من فتاتات الطمي...
-34-
قالت أحبّكَ،
واستهلّت نَوْلها.. ،
بَحَرير نرجسة القلوبْ..
حاكتْ،
وما تعبت مروج نسيجها..،
واستأثرتنيَ في أراجيح الطيوبْ..
فغفوتُ، يقظان المواجدِ ضائعاً،
وقَطاةُ مفردتي..
غَزَت بجنونها..
سترَ الغيوبْ..
وتداخلتْ..
بين الطيوفِ وصفوها..
فتبرزخَتْ باءُ الحبيب شفيفةً.. ،
كزجاج نافذة الغروبْ...
-35-
عرزال قلبكِ،
صيفُ دالية القصيدةِ،
والنبيذ ضفيرةٌ للقافيةْ..
قال المساءُ: ،
وراح، يسترق الحوارَ،
فيستفيق البدرُ،
يودع سرّهُ بين المدى والساقيةْ..
ويرف