قل لذاك الذي يطوِّف في
الأرض إلى غير وجهة وانتهاء
ساحباً ذيل أمنيات حيارى
قد سقاهن من كؤوس الرجاء
ماسحاً جبهة الغيوب يريد
الكون عريان كارتعاش الضياء
يكتم الآه شارد اللب
لا يندب إلا غرابة الأشياء
كلماهم أن يطيح بصرح
من صروح الخديعة الرعناء
قهقهت حوله الظلال السكارى
واختفت في تلالها السوداء
أيها الشاعر المطوف في الأرض
تمهل... قاربت حد الفناء
***
ما أمانيك يا معنَّى الأماني
وأغانيك يامدمَّى الغناء
أنت أطلقت في جوائك مالم
تستطع حمله سماع الجواء
وأخفت الأفلاك من بحة
الصمت ومازلت مضرم الأهواء
أي سر تخفيه عنك لياليك
فتمضي على هدى الإيماء
هات قل لي... أنا حجاك
يناديك، فلولا أجبت رجع ندائي
كيف شيعت كل حلم جميل
فتولى بدمعة خرساء
ثم أسلمت للشقاء تراتيلك
وارتحت فوق زندالشقاء
هات كف الرضى ودونك مني
مايضيء الدروب في الظلماء
***
عقد الزيغ مقلتيه ولكن
راح يذكي مجامر الكبرياء
ومضى واجماً وبين رؤاه
مزق النور آذنت بانطفاء
لا تسله متى يعود... فقد
ينفذ سهم السؤال في الأحشاء