إلى أميرة الغور
... وألمح طيفك الآتي
مع الأمواج والزبد
يمر على ضفاف محاجري
يعرى، ويتكئ
كما الأحزان نامت في كوى بلدي
أكاد أمسه، وأذوب في نجواه
أخطف برقه بيدي
وألثمه، وأبكي ثم أبكي
ثم أنطفئ
بلا صحو هنا، والشمس ناعسة
تلم ضياءها الممراح ثم تغيب
إلا من بقايا الهمس
ينسج حمرة السحب
ومن صمم يكاد يهدني
وأريد أسمع بعض ماتفضين
من قصص عن الأشجان...
عن زهر يموت
وعن بدايات خريفيه
تهيّج أدمع العشاق
غابوا دونما سبب
وفي ظل الصنوبر موسم يروى
وأشعار طفولية
***
فقدتك في شمال الرعب
والريح الجليديه
وفي شفتي حديث ما انتهى بعد
وقيل رحلت، والهفا
بغير تحية... تلويحة بيدِ
يهزك من صميم \"الغور\"(1) صوت ضارع
هتفا
فقدتك والسماء تلبدت بالغيم
وانهمرت شظايا من يد القدر
وأغرقت المدينة
لا جدار بان، لا سدُّ
حملت بقية الأشياء من عمري
وعدت أحث خطوي
عدت أختبئ
أقول : عمي صباحاً يادمشق!
أتيت مرتجفا
هربت إليك مطفأة عيوني
لا تردِّيني
وتحضنني دمشق بليلها المخمور
تغفيني
على أبد من الظلمات والسهر
كأن السقف بالحمى وبالآهات
قد وكفا
***
وأنت هناك ياسمراء
ألمح طيفك الولهان
ألثمه
وأبكي، ثم أبكي..
ثم أنطفئ