وأظلُ أدورُ
كساقيةٍ أو ناعور
وأظلُ أدورُ
كأنغامٍ فرّت
من وترٍ مهجورْ
وأظلُ.. أظلُ
ويغمرني الديجور
* * *
يا عمراً يبكي غربته
في ليلةِ عيد
يا عمراً أتعبه التجوال
على أرصفةِ المنفى
وتولته الحمى والبردُ
وأضناه السهرُ الدامعُ
والتسهيد
* * *
يا عمراً ألقاه
على قارعة الطرقاتِ
اليتمُ القاتلُ
والغربةُ والتشريد
يا عمراُ لم يعرف في المنفى
فرحاً...
نبعاً يرويهِ
ولم يدفن رأس طفولتهِ
في أحضان العيدْ
* * *
مشغولٌ أحسبُ في الليلِ...
الأصحابَ
أعدُّهم.. اسماً... اسما
عشراتٌ مازالوا في السجن
عشراتٌ صعدوا للجنةِ
عشراتٌ ضاعت ذكراهم
والباقون امتدت خطواتُ البعد بهم
فاقتحموا البلدانَ...
وضاعوا في لجّتها
ألقى الثلجُ القاتم ظلاً فوق أياديهم
فاشتعلت بين جوانحهم
أشواقُ البعدِ...
قليلاً.. ثم خبت
وأنطفأت في أعينهم
نظراتُ الشوق
* * *
مشغولٌ..
أندبهم في اليقظةِ والصحو
وأحمل ذكراهم
أدفن بين الأسماء المنفيةِ
اسمي
وأغني للعيد القادم
تحتَ ظلال النخلِ
أغني للنهرِ المصبوغ
بألوان الخيبةِ والدمعِ
* * *
يا ذكرى أصحابي
يا وجعي الماثلَ
في الخطو المتعثرِ
والطرقات
يا أنتم...
يا تلكَ القسوةَ في النظرات
من أينَ تمرونَ..
إلى دربي المغلقِ..
بالأوهامِ بلقياكم..؟!
من أين تجيئونَ..
إلى مائدةِ العشقِ بقلبي..؟!
يا عمراً أيتمهُ
النفيُ.. وذكراكم
يا أنتم..
هل أنساكم..؟!