واقفٌ...
في خفايا اليدَيْن
واقفٌ... في الصدى
كلّما هزّها النبعُ،
مِنْ زهرها
أطلقتْ لهفتي
مفردات الندى
(2)
لامستْني...
بِشُرفتها واختفتْ
بعضُ موتي... سَرى
ورمى نفسَهُ في الشفَقْ...
(3)
انظري... كيف لا يحترقْ
حينما صوتنا..
في اهتلاك الرؤى
يستعيد الغَسقْ...
(4)
في الظلال التي
أرّقتْ غيمتي
بَزَغَتْ...
واعتلتْ هيئتي
كنتُ في عشقها نازحاً
كان قلبي...
يمرّ على غربتي
(5)
في الغروب الذي
بلّل النارَ كي
يختلي..
بالمطرْ
لم نكن ننتظرْ...
انهُ اللغو،
يُفسِد رقْصَ البنفسجِ
في الأرجوانْ
في الغروب يحطُ حصانُ الدخانْ
تصهل الشائعاتُ،
ويهذي
بِطَعْنتها العاشقانْ..
(6)
في رماد الزمان ارتمى
لم يكن ميّتاً
كان في ذاتهِ،
يتغلغل كي يمتلئ..
كان يقتات توت الظلامِ
ويمضي..
وئيداً...
إلى زهرة الجمجمة...
(7)
مثلما.. شجر الملحمة
يكتب النارَ،
فوق انبهار العقيقْ
أنتِ ماء النبوءاتِ،
حين على البحرِ يمشي
رسول الحريقْ...
(8)
هل سأخرجُ،
ياعتمةَ الوردِ منكِ،
إلى قمرٍ..
شَفّني في الحدائقِ،
أخرج عن صورتي
كي أحكّ بياضَ الغناء...؟
ذات خبلٍ..
ومن زَبدِ المعصراتِ الذي،
يتشهّى النزول إليَّ
سينهضُ نهدٌ
يُضرّجني بالجنونِ
ونهدٌ...
بأربابِ لَيْلكهِ،
يستبيح ذهولَ السماء...
(9)
رايةٌ... لاقتراف الفروق
رايةٌ... لطيور الخرافة والأسئلة..
كلّما داهمَ الليل قيعانها
أفرغتْ نورَهُ في الحطامِ
وقامت..
إلى الجلجلةِ....
(10)
في احتفال المسافاتِ،
بالوردةِ المبهمة،
جسدٌ... كالدوائر يُصغي
إلى لذّةِ الظلّ
-ليس بعيداً عن الحلمِ،
بين يديَّ-
وينزعُ،
والبرقُ يهدج قبل القصيدةِ
للهذيانْ
في احتفال المسافاتِ
بالوردةِ المبهمة..
سيّدٌ للندى...
جارحٌ عطرُهُ،
يحرق اللغة النائمة...
(11)
سادرٌ... شجرٌ الانتظارْ
سادِرٌ...
شجر الروح ياغالية
والذي بيننا ذاهلٌ
ساهرٌ ماوراء الرؤى
يقرع الأحجية..
(12)
قادرٌ...
أن يكون القصيدة والمهرجانْ
رجلٌ في الغبارْ...
قادرٌ...
أن يُغيّر شكْلَ المَحارْ
قادرٌ... أن يجوب انفعالَ الهشيمِ
وأَنْ..
يسكن الظلِّ..أو..
ينتهي عند صفصافةٍ
زفّها الانتحارْ...
رجلٌ في الغبارْ
ماثِلٌ في الجحيمْ
يرسم النكهةَ الكوكبيةَ للأرجوانْ...
(13)
جسدٌ... من قطوف الرياحْ
واصِلٌ...
بين موتي
وحلم الجنونْ...
جسدٌ.. كالفضاء المُذاب
أين رقصي الذي..
عارياً..
يختلي بالظلامْ
أين رقصي الذي
يمسك الشمس من بحرها
في الصباح..؟
جسدٌ من نثار المدامْ
للسماويّ مِنْ وَصْلِ أسمائهِ
صاخّةُ الشهدِ
سبحانهُ...
إنْ أشارَ أنارَ،
وإنْ ضَلّ،
كان صلاةَ الرخامْ...
(14)
في الخميسِ الأخيرِ،
لعامٍ يموتْ
كان عرض السماء يميل إليَّ،
وقلبي..
يدقّ على الشفةِ الثالثة..
في الخميسِ،
العصافيرُ كانت على
شمعةِ الماءِ
واللهُ من حولنا
يختم الأغنيةْ...
ربما.. والقطارُ يفوتْ
ربما.. يلج الموت في الحُبِّ،
والحُبُّ في
جِلْوَةِ الهاوية...
(15)
تاركٌ سدرتي
لِدُمى الآلهة...
و\"إنانا\" الخشبْ
ها أنا..
في العواصفِ أُسرِجُ فيها
رماد الشغَبْ..
ها أنا...
والبنفسجُ يُحْيي العظامَ
التي خانها
عائدٌ.. يا عذارى حَلَبْ
عائدٌ...
بعد أنْ أيقنَ الحلمُ أني
على بابها قد أموتْ
عائدٌ...
ودمي ينفض الآن عن شعرِهِ،
زهرةَ العنكبوتْ..
(16)
حينما يفتحُ الليلُ
نافذةَ الأقحوانْ
تنهضُ الكلماتُ من النومِ،
تهتزّ شرنقتي
تحت رعشتها
وتهبّ على أرَقي
نازعاتُ الدنانْ
حينما يفتح الليلُ،
نافذةَ الأقحوانْ
يمتطي أزرقي
ما توارى من الحلم...أو...
ما تعسّرَ،
من شهوةِ السنديانْ...
(17)
طائرٌ... من رماد الخمورِ،
يُحدّقُ في ظلِّه
ويقوم إلى،
كعبةِ الجمرِ
قبل انزياح الغناءْ...
طائرٌ...ظلّهُ وردتي
واشتعالات هذْوتها
في السماءْ..
هل سأصغي إلى رقصنا
واحتمالاته النازفةْ...؟
.... ...... .... ..... .... ...
سوف أصغي
إلى طَلْقنا
في فمِ العاصفةْ...
(18)
لم يعد صوتهُ
شائعاً..
في أليفِ البياضْ
هاهو الآن يتركُ أوهامهُ
يجتني...
عتمة الضوءِ،
من حَرْثِها..
ثم يخلو إلى
وردةٍ في الحياضْ
* * *
بعد أنْ كلّمتْهُ الرؤى
وسعى طيفهُ في الظلام
لم يعد صوتهُ كالحاً
شقّ بردَ الصدى
جارحاً كالبهاء..
واصطفى وجهها
من هيولى الغمامْ
* * *
حارقاً..
يرتدي النصّ من عرسهِ
وعلى عورةٍ لا ترى
عورة... تشبه الثلج في صيفهِ
- هكذا والندى فاحشٌ كالزمان-
يُطلقُ البرقَ من حتْفِهِ
يُطلقُ النصَّ،
في لذّةِ السيسبانْ...
(19)
وطني...
أيّها الخَفَقَانُ القوىُّ،
وزرقةَ خبز الترابِ
أغِثْ صهوتي
من شهيٍّ لدودٍ
يلمّ انتشاريَ فيكَ،
ويرمي قناديل نَقْعي بعيداً...
أغث صهوتي
من سرابٍ لذيذٍ
يُشكّل ماءَ انتحاري
فمازال غيثُ الصخورِ يَرِنُّ،
ومازال جَنْيُكَ في الليلِ،
يلمعُ...يلمعُ...،
رغم دوار السوادِ
- لكَ المجدُ-
ها.. مطرٌ لاذعٌ
يغسل الروحَ،
- أنت بنيتَ زهورَ الحرائقِ-
ها... شرَرٌ
يخبط القلبَ
رائحة النور والطين في الرأسِ
- نحن صعدنا-
هو الحلم في لحظةِ الحُبِّ،
لا مجدَ قبلكَ،
لا مجدَ..
يازهرةَ الجمجمة....