تخرجينَ من الماءِ
أطهرَ منهُ،
ترشّينَ ظلَّكَ
فوقَ بلادي.
أخبّئُ ظلّي المسوَّرَ بالريحِ
هذا رذاذك،
من ألف عامٍ،
يرتّلُ في الوردِ
أحلامَ قلبٍ،
تسرَّبَ من صدرِهِ،
كي يعرّش تحت السماءِ
مسافتَهُ..
بأغاني الصباحْ.
تخرجينَ من الماءِ
عودي إلى الماءِ
كنتِ لهُ..
زَغَبَ الريشِ
تحتَ الجناحْ!.
كلّما..
مسَّهُ الريحُ قال:
خذوني إليها،
لعلّي..
أمدُّ جناحيَّ،
أو أتنفسّها
مرّةً ثانيَهْ!
كلّما..
دقَّ شبّاكَهُ أَلَمٌ،
هبَّ من ألمٍ.
علَّهُ..
توأَمٌ ضاعَ منهُ،
وعادَ إليهِ
يخفّفُ آلامَهُ الحافيَهْ!.
أيُّ حلْمٍ..
تجذَّرَ فيهِ،
لتمتدَّ في الماءِ
رغبتُهُ في اكتشافِ الهواءْ؟!.
من ترابٍ أليفٍ،
تساقطَ..
حتّى تشكَّلَ
قبل بلوغ الترابِ،
وألقى عصاهُ على النبضِ
كانَ سرابُ الربيعِ
يشدُّ تثاقلَهُ..
كيفَ أسريتِ فيهِ بلاداً
من الماءِ،
أوحيتِ أنّ المسيرَ إليكِ
سيجمعُ أشلاءَهُ؟ .
كنتُ في وَلَهٍ،
أتلمَّسُ ظلّي،
أرتّبُ أيامه
فوقَ تاجِ الرياحْ
مثلَ وردٍ،
تفاجأَ في أوّل الفتحِ
بالموتِ،
يحتاجُهُ فوق طاولةِ الفجرِ
غنّيتُ لحناً،
تحرّرتُ من أسرهِ
بالنزيفِ،
وأكملتُ آخرَ قيدٍ لَهُ
في دمي
وتقدّمتُ..
أقنعتُ خيلي!
لمن ستكون السفينةُ
إنْ لم أكنْ فوقها؟.
أيُّ فَرْقٍ
سيحجبني عن رمادي؟.
وأسئلةُ الريحِ لا تنتهي،
ويداكِ
من الرقصِ والارتواءْ.
أيُّ موجٍ
سيذكرُ أيَّ اختصارٍ
لنا خلفّهُ.
أيُّ صمتٍ
سيعلنُ..
أنّ الخصوبةَ موتٌ؟
من الماءِ هذا الترابُ،
إذاً..
وإليه يعودُ..
كَمَنْ يستريحُ
على الريحِ،
إنّي أراكِ
كما كنتِ بالأمسِ،
لكنني لائذٌ بالشجرْ!
لائذٌ..
بدليلي المكبّلِ
بالمتبقي
من الذكرياتِ،
تيبَّسَ في حلْقِ سرّتهِ
شوقُهُ للكلمات.
أليفٌ إلى ظلّهِ،
مثلُ صاحبهِ المتعرّشِ
بينَ ارتعادِ الندى.
هل يعودُ إلى الماءِ؟
والماءُ..
خاتمةُ السيرِ
فوقَ بلاد القوافي.
لَهُ أنْ ييمِّمَ
شطرَ الفيافي
ليصطادَ أيّامَهُ الباقيَهْ!.