أَسيرٌ... وهذا الفَراشُ يُوَسْوِسُ
يَمضي بطينكَ خلفَ الحرائقِ
يوغلُ حتى حدودِ الفناءِ
وذاكَ اليمامُ الحزينُ المغرَّبُ
يصعدُ بالنّفسِ حتى سماءٍ
تُشعشعُ بالحلمٍ خلفَ الفضاءِ
فأيُّ القتيلينِ يَرضى بهذا
شآبيبُ روحِكَ أمْ ذا الجَسَدْ؟!
وأنتَ الذيْ ضاعَ فيكَ الحكيمُ
وأنتَ الذي ضاعَ منكَ الوَلَدْ.
غزالةَ هذي البراري العجافِ تأنَّيْ قليلاً
فإنّي أشيمُ بعينيكِ دِفْءَ المطرْ
وإنّي أشمُّ وعوداً بفصلٍ جديدٍ
وعشقٍ طريٍّ وليدٍ
حَنيني إلى العشبِ نايٌ عجوزٌ يسيحُ بهذي البراري
ويطوي المفازاتِ رملاً فرملا
يُغَنّي لعشبٍ رآهُ بعينينِ لا تكذبانِ
وكانَ تجاوزَ سابعَ حلمٍ
وأَوْغَلَ في بَرْزَخٍ من ضَبابٍ
وكان -ورُؤياه كُحْلٌ بعينيهِ - يضربُ في مُطْلَقٍ من سرابٍ .
تباركتَ يا أوَّلَ السّالكينَ
أَضَاعَتْ دُروبي إلى العُشبِ؟
أمْ أنَّ ذا العشبَ سِرٌّ... رَصَدْ؟
وأنتَ الذي قلتَ إنّي أراهُ بهذا البَلَدْ
بأيِّ العيونِ أراهُ؟!
وأيُّ التّعاويذِ تَسْتَفْتِحُ المُغْلَقَ المُفْتَقَدْ؟!
إلهيْ...
إلهيَ... بَعْضَ المَدَدْ
فما بينَ طِينٍ شَقيٍّ حَرونٍ
وروحٍ شَجيٍّ حَنونٍ
تناثرَ قلبي.. زَبَدْ