لم أسمع أبداً صوت الله..
لكنَّ صداه..
يزلزلني.. كل الأوقات
يتمحور قلبي.. سمعي.. بصري
برقاً.. ورعوداً..
وصْلاً.. وصدوداً..!
يأسر منّي..
كل اللفتات..!
***
اتذكّر وجه أبي..
لا أذكر أمي..
لا أعرف بسمتها
ونحيبي..
لا أتخيل رنّته
لم أسمع أبداً شهقته..!
لكنَّ بكائي في صمتي
في عمق خفايا الوجد الكامن..
يحفر دوماً، منبت حنجرتي
يتهاوى.. كالشلال الهادر
نحو الداخل..
في المنحدرات..
يتماوج بين مجاري القلب
سيولاً تمخر...
في عتمات الغابات
***
الله.. بكائي..
وبكائي.. الله..
وأنا، والحزن العاشق..
في محراب الشوق
طقوس صلاة..!
***
أتخيل نفسي طيفاً ومضيا
فأسافر عبر اللهفة..
مثل شعاع يفلت..
من فوّارة عين الشمس
وبرفة رمشٍ
أطوي آلاف الأميال
اترجل، منبهراً مشدوهاً..
ادخل محموماً كاللص
لأسحب من زمني
نفساً في داري
أتوهم أني أعانق.. كل صغاري
وأقبل خدّ \"جميلة\"
ويفاجئني جرس
في شدق الباب..
يرنّ.. يرنّ.. يرن..
فأمد يدي
وأفتح بالرعشات
مخابئ صدري
لأحضن دفء الأحباب
أحدّق في لا شيء..؟
ويوقظني حدسي
فإذا بالغربة في وجهي
تهزأ.. تتشفّى..
ترسل من جعبتها المرهوبة
أقسى الطعنات..!؟
***
كم هزّ كياني
صوت، يهتف:
\"أنت شهيد حيّ
لا يدرك ارزاق الشهداء
لا يلمح ملكوت الرب
ولا يتمتع مثل الأحياء.. الأموات
برصيد الأمل الصعب..!\"
وكم من شهداء الأحياء..
بقومي.. مثلي
هم أموات..!
لم يقتلنا سمّ الأفعى
لكنّ.. البلسم من كأس الراقي..
أخينا.. أبينا..
كان السقيا، للاّحياة..!؟
***
يا هذا الزمن الغجري
قد ضاق الصبر
إرحل.. أو حوّل..
خلف حدود العمر
دعنا من لعبة /خط الرمل/!
ولغو /شقوق الكف/..
وحديث الغيب..
وقصة هول عذاب القبر
وتخوم العورة...
دعنا من عهر الكلمات..
سيكون الرفض، الشكّ
هما المؤئل..
والدرب بلا رقص غجري
إلى زمن منحوت من أنفاس الصخر
حيث نصافح بالعربية
كف الله..
بدون متاهات لغات
ونشق عباب النهر
النابع منا..
حتى نبلغ جسر الأهل..
بلا سحر غجري
وبلا وجه يتنوع
عبر الطرقات..
أو تتفرع فيه..
وتشتبك
الرَّحلات!؟