غيمةٌ
وفراشةُ وجدٍ
وضوءٌ نحيلٌ
وَمَاءْ..
وَدَمي عابقٌ بالصَّباحات
مِنْ آخرِ القاعِ
أهْفو إلى ورْدةٍ
في السَّماءْ!..
***
يا سنا،
للِكْلامِ البهيِّ
وأحْلامِنا..
يا مرايا مِنَ الضَّوءِ
والماءِ،
منْ يجْمعُ الآنَ أصواتَنا،
وتغريدةً
في دمانا؟!..
وكيف سنُطلقُ أحْلامَنا
كالعصافير
مَزْهُوَّةً
دونَ أنْ تَنْتهيْ،
مِزَقا؟!..
مَنْ سيُطْلقني نَجْمةً
ويُعيدُ دمي حَبَقا؟!..
مَنْ يُطيرِّني للطفّولةِ
كي أعْرفَ العشْبَ
والطيبينَ
وسرَّ الضِّياءْ؟!..
***
يا مدى امرأةٍ،
قلبُها بَجَعُ الشَّمْسِ
لَوَّنَ أشواقَنا،
بالشَّفقْ!..
يا سماءً ترفُّ بأطيافِها
وتُعانقُ صُبْحَ الحَبَقْ!..
ها تنامُ على زغبِ العُشْبِ
بَرْقاً
وفجراً،
حمائمَ
تُرسلُ أزْهارَها
ثم تغْرقُ في مائِها
كالسَّحابةِ
يا زهْرةَ اللوزِ
في نَبْضها
ورحيقِ أصابِعها
يا شهيقَ الصَّباحِ البهيِّ
يمجّدُ هذا الغَرَقْ!!..
***
ها أراها،
تخبىءُ أسْرارَها
في الينابيعِ
تجْرحُها في المَساءِ
شموسُ أُنوثتِها..
ها أراها،
تحطُّ على الرَّاحتينِ
بأقْمارِها
ثم تدخلُ في كلِّ شيءٍ
جميلٍ
وتنوِّرني بحضوراتِها..
ها أُعِدُّ خواتمَ أَعْراسِها
أفْتحُ الرُّوحَ
فجراً رحيباً
لأَسْرارِها..
وأصيحُ: دمي طافحٌ بالطّيورِ
وتغْريدِها..
وأصيحُ إذا أَظْلمتْ
أنْتِ أنْوارُنا..
فَادْخلي،
في دمي نَسْمةً
واسْطعي سَوسَنا!!!..