متناغم اللحظاتِ وجهكِ،
لا يزال كما عهدتُ،
مدوراً غضاً،
به طعم الحليبِ،
ونكهة الأمطارِ،
يا ألمي الموزع في ثنايا الليلِ،
ياسفني التي غربت مرافئها،
ويامحبوبتي العسلية العينينِ،
يا أم الضفائرِ،
يامعذبتي إذا طلع النهار على القرنفلِ،
يا انهمار الطل حين تعانق الأشجار،
نافذتين للفرح المقيمِ،
ويادمي الماشي على زرع الذين
أحبهم، عودي.
***
وياوجهاً يفتح في صفاء البوحِ،
قد حلمت به عينايَ،
فانفلت الكلام من الحنينِ،
إلى الحنينِ،
وحوّمت في حقله الناياتُ،
فامتدت رؤىً خضراء لاهثةً،
وحباً ساكناً في صدر من أهوى،
يناديني،
وصار الغيمُ أول مركب لرحيلنا،
فاحتجت الشمس التي تتناوب الألوانُ صورتَها،
ومرت في عذوبة أول النسيانْ.
ولاح مزغرداً في الأفق:
أول عالم العمرانْ...
***
يعود الشط ثانيةً،
إلى حيث العذوبة تستفيقُ،
واضرمت روحي خباياها.
فظلّ الليل فواراً،
وهاجرت الكواكب من مكامنها،
وحيثُ تشاهد الأشياءُ،
كنتِ أميرةً في حضنِ،
هذي الظلمة الغبراءِ،
صرت الديكَ والفرح المخبأ،
في سلال الأصدقاء الأوفياءِ،
وصرت عصفوراً خريفياً،
أحب فما أطاق العيشَ،
قرب مواسم الهجرانِ،
صرت الشعر
والنغماتِ،
وانحدرت ربيعاً أذرع الأشجارِ،
قلت: أحبها،
واستنفرت خيل الرجال عليَّ:
-\"لازمنٌ تحب به\"..
وجابههم دمي فامتدت الصحراء،
داميةً،
ولكنا التقينا.