إنها: لحظة من كآبة.
حينما خبأت وجهها غيمة النهرِ،
ثم مضت تستغيث الكتابة؟!
أين أنت؟!
أنا في المحيط البعيد، أعاني من الملحِ،
والقمر السارحِ الليل،
في فلوات الرتابه.
\"لماذا مضت تستغيث الكتابة؟
لأني وعدتُ الحبيبة بالعود، والناي،
والكلمات السعيدةِ،
والنغماتِ النجيبةِ،
ثم هوت من خيالي
وروحي النجابة..\".
هامساً يستغيث الندى،
أزهرت في حضور الندى ألف غابه.
كنت أدري بأن لقائي الأخير.
سيبقى عذابي الأخيرَ،
وهوجم قلبي،
ولكنني لم أشأ أن أريه عذابه.
أين أنت؟!
أنا في انطلاق الضفاف البعيدة: نجم المزارعِ،
والأغنيات وكل الغرابة.
أنا من يقرأ الحب بين عيون الصبايا،
فيصبح شعراً وبوحَ ربابه.
أن من يعرف السر خلف العيونِ، وبين الضفائرِ،
عند الحياءِ،
وعند المهابة.
***
ضائعٌ.
قلت: من يأخذ الآن روحي،
إلى أقرب الحافلاتِ،
فكل المحطاتِ سارت إلى الليلِ،
والليل يطوي سرابه.
جاءت الوشوشات على دلِّ جنية البحر،
ملفوفة في سحابهْ:
أين أنت؟
أنا في المحيط البعيد، أعاني من الملح والماءِ،
والقمر السارح الليلَ،
في فلوات الرتابة.
***
حينما غابت العاشقات الصغيراتُ،
مات القرنفلُ،
قال: استتبت عن الضوعِ،
من قال: مات القرنفل لما استتابه؟
إن يمتْ.
بئس ماقدمت هذه الكلمات لوجه الحبيبة،
من أقحوان الصباحِ،
ورشة عطر على:
نعميات الذؤابهْ.
***
واقف استغيثُ،
ومر القطارُ،
ومر الغبارُ،
ومر الجميعُ،
الجميعُ : تشابَهْ .
أول الصيفِ رمانة أطلقت نورها،
في الفضاء البعيد،
فأنهى عذابه.
واقفٌ
إنها الآن عابرة في السفينة تمضي
ومجدافها من ضلوعي،
ويعلن نهر الحضور:
غيابه.