خبأتني التفاصيل في لحظةٍ قربها ..
كنتُ أحمل شيئاً وأعبر أضغاث أحلام
هذي المدينةِ
مثقلةً تلمس القاع أرصفة الليلِ
أشهدها تنحني كالمساء الوريفْ
والخريف يُشَدُّ إلى القاعِ
يسكب أضواءه في ثقوب النهاياتِ
محتمياً بالرصيفْ
قرب نافورة الليلِ
يرعى قطيع كآباتهِ
ينتحي جانباً
ويقشر أيامه
للحصول على لبِّها ...!
عند صفصافةٍ يختلي بالطريقْ
والليالي مسمَّرَةٌ ... فوقهُ!.
..............ثمر اللون
فوق زجاج المدى
والأظلة موحلةٌ
في الضباب تُخيط الهدوءَ
على ضفة الأمسِ........
تسرقُ من لعبةٍ ...
وجهها يقطع الأفقُ وهم الظلامِ
بأضواء مسنونةٍ!!
والأنين المهيأ للفجر
ينقش فاتحة الضوءِ
فوق عِظام الظلالِ!!
بداخلها قبعات النحيب على
صخب الصمتِ....
أحذيةّ
من هباءٍ وَ لودٍ..
أضعتُ على وقع أقدامه الحلمَ
شاهدتهُ
وهو يحمل جثتهُ يدخل الوقتَ
من شرفات الرؤى!...
والتفاصيل
تمسك من شحمة الأذن أوهامها
وتؤنبها !..
قربها يصل الوقتُ للركبتينِ!!
وتُسبى غنائمه مرتينْ
زمنٌ جامدٌ بين وجهيَ والبحر
بين دمي واليدَيْن
حين جرّبه بالهواء اتصالٌ
دخلتُ إلى البيتِ
كي أتألم
لكنني لم أجد \" أدوات الأسى\"!!
- دائماً يعبثون بأشياء
حذرتهم لمسها !-
أين تهرب نرفزة خيطها في يدي؟!
تتردى على درجٍ من رخامٍ
يشك به الوقتُ
تطفو على نظراتي
فقاعات ألوانها !
..........كان ثمة أرجوحة ٌ
تتلوى على نفسها باتجاه الحياةْ
كان ثمة نومٌ يجف
وقوس المطرْ
يترصد خطو احتواءٍ
يحط عليه الظلامُ
ويُسْكِنُهُ في هيولى الجهاتْ
كل شيءٍ حجرْ...
والتفاصيل تنزع عن وجهها الملصقاتِ
تلمُ خطى الغائبين
وتطفرُ أزمنة
من أصابع ألوانها
تتمردغ في أوجهٍ
من محطات هذا الزمان الصغيرْ
تنحني كي تلمَّ النهايات والعربات
وخلف اشتعالاتها
صافرات النفيرْ!
بين تنهيدتي
وانهيار الأماني عليًّ
تلم حداء المساءات
حيث الأحاديث مسبيةٌ
والمرايا أنين
والتفاصيل مكشوفة الرأس
تصرخ في ساحة الليلِ
تبحث عن أحدٍ
وتدقُّ على صدرها!.... |