يفاجئني المطر الأول
منهمراً مباشرة على الأعماق
هنالك
على المساحات القصية
تراب له طعم ورائحة الرماد
سهوب شققها العطش
جبال تنتصب على الآفاق
كائنات خرافيةً أبلاها الموت.....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وردة القلب الذابلة
تبدأ التفتح كأصابع اليد العالية
كطفل يخرج متورِّداً من نومه الريان،
تبارك الجهات
الشمال والجنوب
الروح والجسد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أراني على الأرصفة الشجراء
على ساعدى حمامة بيضاء
وكسوار ذهبي
تأخذ حبيبتي شكلها الكامل
وهي تنشر على الآفاق
أنوثتها السابغة
خيمةً من الحرير والماء والأريج
تلبسني وألبسها
واحداً نصير
كلمةً وفم
شمعةً وضوء
زورقاً وشراع
تأخذنا الغبطة والزهو والافتتان
يأخذنا الحب
تملأنا كلماتُه وأغانيه
ناراً باردة
نشوةً ونبيذ
ــــــــــــــــــــ
أتبعنا نحن الاثنين
كحديقة مسافرة
أَرانا
نجمين توأمين
طيرين بللهما المطر.
وعندما يتمخَّض الغيم عن الدفقة الهائلة
نتقيها إلى أقرب مكان
يرى كلانا وجه الآخر
تفاحةً قادمة من الأغصان والينابيع
عبثاً نُغَالِبُ ابتساماتنا
نتبادل كالعصافير
القبلات الخاطفة
نتابع الطريق إلى المنازل الوادعة
والمساء الوشيك..
ــــــــــــــــــــــــ
القلب كجدي أصيل
يمرح بين الصخر والجذوع
كطفل لم يدخل بعد
متاهة الحياة
لم يتذوق بعد
فاكهتها المريرة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاماً بعد عام
أنتظر قدوم المطر الأول
على الأرصفة الشجراء
والأزمنة القاحلة .......
وأعرف أنه سيأتي
وعندما يبدأ النقر على سقف المدينة المنخور
أخرج إليه كمهرجان..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنتظر الحبيبة كل عام
وأشياء أخرى
عاماً إثرَ عام
على الطرقات الغامضة
بقلب واجف
وسمع رهيف
ولا أعرف أن كان ثمة قاتل أو ملاك
قادماً على الدروب...